أمير المؤمنين عليهالسلام حتّى ارتفع نحيبه ، ثمّ رفع رأسه إلى السّماء ، وقال : « يا زرّ ، أمّن على دعائي » ثمّ قال : « اللهمّ إنّي أسألك إخبات المخبتين .. » إلى آخر الدعاء.
ثمّ قال : « يا زرّ ، إذا ختمت فادع بهذه ، فإنّ حبيبي رسول الله صلىاللهعليهوآله أمرني أن أدعو بهنّ عند ختم القرآن » (١) .
أقول : يستفاد من قوله : « يا زرّ ، أمّن على دعائي » استحباب حضور المؤمنين عند الدّعاء وتأمينهم له ، خصوصا عند ختم القرآن ، ويؤيده ما روي عن أنس : أنّه كان إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا (٢) .
وعن الحكم بن عتيبة (٣) ، قال : أرسل إليّ مجاهد وعنده ابن أبي أمامة ، وقالا : إنّا أرسلنا إليك لأنّا أردنا أن نختم القرآن ، والدعاء يستجاب عند ختم القرآن (٤) .
وعن مجاهد ، قال : كانوا يجتمعون عند ختم القرآن ، ويقول : عنده تنزل الرّحمة (٥) .
ومن الأدعية المأثورة : ما روي عن الصادق عليهالسلام : اللهمّ إنّي قد قرأت ما قضيت من كتابك الذي أنزلته على نبيّك الصادق عليهالسلام فلك الحمد ربّنا ، اللهمّ اجعلني ممّن يحلّ حلاله ويحرّم حرامه ويؤمن بمحكمه ومتشابهه ، واجعله لي انسا في قبري ، وانسا في حشري ، [ وانسا في نشري ] واجعلني ممّن ترقيه بكلّ آية قرأتها درجة في أعلى علّيّين ، آمين ربّ العالمين » (٦) .
والظاهر أنّ هذا الدّعاء ليس مختصّا بختم القرآن ، بل يستحبّ عند الفراغ من القراءة ، ولو كانت قراءة بعضه من سورة أو آيات.
وعن أمير المؤمنين صلوات الله عليه أنّه كان إذا ختم القرآن ، قال : « اللهمّ اشرح بالقرآن صدري ، واستعمل بالقرآن بدني ، ونوّر بالقرآن بصري ، وأطلق بالقرآن لساني ، وأعنّي عليه ما أبقيتني ، فإنّه لا حول ولا قوّة إلّا بك. » (٧) .
ثمّ لا يذهب عليك أنّه كما ندب إلى الدعاء بعد ختمه ندب إليه حين الشروع في تلاوته.
روي عن الصادق عليهالسلام أنّه كان إذا قرأ القرآن قال قبل أن يقرأ حين يأخذ المصحف : « اللهمّ إنّي أشهد أنّ هذا كتابك المنزل من عندك على رسولك محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله ، وكلامك الناطق على
__________________
(١) بحار الأنوار ٩٢ : ٢٠٦ / ٢.
(٢) الإتقان في علوم القرآن ١ : ٣٨٢.
(٣) في النسخة : الحكم بن عيينة ، راجع : تهذيب الكمال ٧ : ١١٤.
(٤) الإتقان في علوم القرآن ١ : ٣٨٢.
(٥) الإتقان في علوم القرآن ١ : ٣٨٢.
(٦) الاختصاص : ١٤١ ، بحار الأنوار ٩٢ : ٢٠٧ / ٢.
(٧) بحار الأنوار ٩٢ : ٢٠٩ / ٦.