وعن النبيّ صلىاللهعليهوآله : « يا عليّ ، أمان لأمّتي من السّرق ﴿قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ﴾(١) إلى آخرها و﴿لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾(٢) إلى آخرها » (٣) .
وفي رواية : « من قرأ هاتين الآيتين حين يأخذ مضجعه ، لم يزل في حفظ الله من كلّ شيطان مريد وجبّار عنيد إلى أن يصبح » (٤) .
وعن أبي عبد الله عليهالسلام : « إذا دخلت مدخلا تخافه ، فاقرأ هذه الآية : ﴿رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً﴾(٥) .
وعن الرّضا صلوات الله عليه قال : دخل أبو المنذر هشام بن السائب الكلبي على أبي عبد الله عليهالسلام فقال : « أنت الذي تفسّر القرآن ؟ » قال : نعم.
قال : أخبرني عن قول الله تعالى لنبيّه صلىاللهعليهوآله ﴿وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً﴾(٦) ما ذلك القرآن الذي كان إذا قرأه رسول الله صلىاللهعليهوآله حجب عنهم ؟ » قال : لا أدري.
قال : « فكيف قلت إنّك تفسّر القرآن ! » قال : يابن رسول الله ، إن رأيت أن تنعم عليّ ، وتعلّمنيهنّ ؟
قال عليهالسلام : « آية في الكهف ، وآية في النّحل ، وآية في الجاثية ، وهي : ﴿أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ﴾(٧) وفي النّحل : ﴿أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ﴾(٨) وفي الكهف : ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَنَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَداهُ إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً﴾(٩) .
قال الكسرويّ : فعلّمتها رجلا من أهل همدان وكانت الدّيلم أسرته ، فمكث فيهم عشر سنين ، ثمّ ذكر الثلاث آيات. قال : فجعلت أمرّ على محالّهم وعلى مراصدهم فلا يروني ، ولا يقولون شيئا حتى خرجت إلى أرض الإسلام.
قال أبو المنذر : وعلّمتها قوما خرجوا في سفينة من الكوفة الى بغداد ، وخرج معهم سبع سفن
__________________
(١) الإسراء : ١٧ / ١١٠.
(٢) التوبة : ٩ / ١٢٨.
(٣) دعوات الراوندي : ١٦٠ / ٤٤٣.
(٤) عدة الداعي : ٢٩٣ / ٣.
(٥) المحاسن : ٣٦٧ / ١١٨ ، والآية من سورة الإسراء : ١٧ / ٨٠.
(٦) الإسراء : ١٧ / ٤٥. (٧) الجاثية : ٤٥ / ٢٣.
(٨) النحل : ١٦ / ١٠٨.
(٩) الكهف : ١٨ / ٥٧.