كلّمهم وأخبرهم ببيان ما يريدون » (١) .
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام : « أنّ السّكينة التي كانت فيه ريح هفّافة من الجنّة ، لها وجه كوجه الإنسان » (٢) .
﴿وَ﴾ فيه ﴿بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ﴾ عن الباقر عليهالسلام : « أنّ البقيّة عصا موسى ورضاض (٣) الألواح » (٤) .
وفي رواية : عن الرضا عليهالسلام ، قال : « كان فيه ألواح موسى التي تكسّرت ، والطّست التي يغسل فيها قلوب الأنبياء » (٥) .
وفي رواية : « البقيّة ذرّيّة الأنبياء » (٦) والظّاهر أنّ المراد من الذّرّيّة ، ما بقي من الأنبياء.
ثمّ بيّن الله كيفيّة إتيان التّابوت بقوله : ﴿تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ﴾
عن ( الكافي ) : عن الباقر عليهالسلام : « فجاءت به الملائكة تحمله » (٧) .
وفي رواية : « يحمله ثوران والملائكة تسوقهما » (٨) .
وفي رواية : « لم تحمله الملائكة ولا الثوران ، بل نزل من السّماء إلى الأرض ، والملائكة يحفظونه » (٩) .
﴿إِنَّ فِي ذلِكَ﴾ المذكور من إتيان التّابوت في منزل طالوت بحمل الملائكة ﴿لَآيَةً﴾ عظيمة ، ومعجزة باهرة ﴿لَكُمْ﴾ يا بني إسرئيل ﴿إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ بشيء من الآيات.
ثمّ لمّا أذعنوا له بالملك جهّز الجيش لقتال العمالقة. روي أنّ طالوت قال لقومه : لا ينبغي أن يخرج معي رجل يبني بناء لم يفرغ منه ، ولا تاجر مشتغل بالتّجارة ، ولا متزوّج بامرأة لم يبن عليها ، ولا أبغي إلّا الشابّ النّشيط الفارغ. فاجتمع إليه ممّن اختار ثمانون ألفا (١٠) .
﴿فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي
__________________
(١) معاني الأخبار : ٢٨٥ / ٢.
(٢) مجمع البيان ٢ : ٦١٤.
(٣) في النسخة : رضراض ، والرّضاض : هو فتات الشيء وقطعه المتبقية بعد تحطّمه وتكسّره ، أما الرضراض : فهو الصغير من الحجارة والحصى.
(٤) مجمع البيان ٢ : ٦١٤ عن الصادق عليهالسلام.
(٥) تفسير العياشي ١ : ٢٥٣ / ٥٤٦.
(٦) تفسير العياشي ١ : ٢٥٢ / ٥٤٥.
(٧) الكافي ٨ : ٣١٦ / ٤٩٨.
(٨) تفسير الرازي ٦ : ١٧٦.
(٩) تفسير الرازي ٦ : ١٧٦.
(١٠) تفسير الرازي ٦ : ١٧٩.