بثلاثين ، والميم بأربعين ، والراء بمائتين ، هذه إحدى وسبعون ومائتا سنة.
ثمّ قال : لقد لبّس علينا أمرك حتّى ما ندري أ قليلا اعطيت أم كثيرا. ثمّ قال : قوموا عنه.
ثمّ قال أبو ياسر لأخيه ومن معه : ما يدريكم ، لعلّه قد جمع هذا كلّه لمحمّد ؛ إحدى وسبعون ، وإحدى وستّون ومائة ، وإحدى وثلاثون ومائتان ، وإحدى وسبعون ومائتان ، فذلك سبعمائة وأربع وثلاثون سنة. فقالوا : لقد تشابه علينا أمره. فيزعمون أنّ [ هؤلاء ] الآيات نزلت فيهم : ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ﴾(١).
وعن ( الاكمال ) عن الحجّة القائم عجّل الله فرجه في حديث أنّه سئل عن تأويل ﴿كهيعص﴾ فقال : « هذه الحروف من أنباء الغيب ، أطلع الله [ عليها ] عبده زكريّا ثم قصّها على محمّد صلىاللهعليهوآله ، وذلك أنّ زكريّا سأل ربّه أن يعلمه أسماء الخمسة ، فأهبط الله عليه جبرئيل فعلّمه إيّاها ، فكان زكريّا إذا ذكر محمّدا صلىاللهعليهوآله وعليّا وفاطمة والحسن عليهمالسلام سرّي عنه همّه وانجلى كربه ، وإذا ذكر الحسين عليهالسلام خنقته العبرة ، ووقعت عليه البهرة (٢) .
فقال ذات يوم : الهي ، ما بالي إذا ذكرت أربعا منهم تسليّت بأسمائهم من همومي ، وإذا ذكرت الحسين عليهالسلام تدمع عيني ، وتثور زفرتي ؟ فأنبأه تبارك وتعالى عن قصّته ، فقال : ﴿كهيعص﴾ فالكاف اسم كربلاء ، والهاء هلاك العترة ، والياء يزيد لعنه الله ، وهو ظالم الحسين عليهالسلام والعين عطشه ، والصاد صبره. فلمّا سمع ذلك زكريّا لم يفارق مسجده ثلاثة أيّام ، ومنع فيها الناس من الدخول عليه ، وأقبل على البكاء والنحيب » (٣) الخبر.
ثمّ لا يذهب عليك أنّه لا منافاة بين الأخبار لإمكان أن تكون ذات الحروف المقطّعة كناية ورمزا عن امور ، وتركيبها عن امور ، وعددها إشارة إلى امور.
ويستفاد بعض أنحاء استفادتهم عليهمالسلام العلوم من الكتاب ، من الرواية الواردة عن الباقر عليهالسلام في تفسير الصّمد حيث سألوه عن مسائل وأجابهم ، ثمّ سألوه عن الصّمد ، فقال : « تفسيره فيه ، الصّمد خمسة أحرف : فالالف دليل على إنّيّته وهو قوله عزوجل : ﴿شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ﴾(٤) ، وذلك تنبية
__________________
(١) تفسير الطبري ١ : ٧١ ، الإتقان في علوم القرآن ٣ : ٢٩ ، والآية من سورة آل عمران : ٣ / ٧.
(٢) البهرة : تتابع النفس وانقطاعه من الأعياء.
(٣) كمال الدين : ٤٦١ / ٢١.
(٤) آل عمران : ٣ / ١٨.