مع (١) التساوي.
قلت : الأمر كما ذكرت إلاّ أنّه ٧ لما قال : « ثم شككت » كأنّه علم من زرارة تساوي الظنين ، وحينئذ يمكن القول بترجيح النجاسة إذا رجح ظنّها ودل عليه دليل كما أسلفناه (٢) ، والخبر حينئذ لا ينافيه بهذا التوجيه.
ويمكن أيضاً أنّ يقال : إنّ اليقين إذا لم يعارضه يقين مثله لا يلتفت إلى المعارض ، وتسميته شكّاً لا مانع منه ؛ لأنّ اصطلاح المتأخّرين لا يقتضي المشاركة لزمن الأئمة : ، فينبغي التأمّل في هذا ، فإنّي لم أجد من فصّل ذلك.
والعجب من عدم ذكر الوالد ١ الرواية في حجة عدم الاكتفاء بالظنّ في النجاسة ، ولكن (٣) الاحتمال الذي قدّمناه من الاختصاص في الرواية يصلح لدفع التعجب ، لكن لم يذكره ١ على ما رأيت ولا غيره.
ومن هنا يعلم أنّ ما في الحبل المتين : من أنّه ربما استفيد من الحديث أنّ ظن النجاسة لا يقوم مقام العلم ، وأنّ الظن قد يطلق عليه اسم الشك ، وليس بشيء ؛ لأنّ قول زرارة : فنظرت فلم أر شيئاً. يعطي تغير ذلك الظن ، وقوله : « ثم شككت » ينبئ عن انقلاب ذلك الظن شكاً (٤). محلّ بحث :
أمّا أوّلاً : فلأنّ مفاد الرواية أنّ زرارة نظر فلم يرَ شيئاً ، وهذا كما يجوز أنّ يكون حصل منه الشك في النجاسة أو ظنّ عدمها ، ومع الاحتمال
__________________
(١) ليس في « فض ».
(٢) راجع ص ٨٨١ ٨٨٢.
(٣) ليست في « رض » وفي « فض » : لكن.
(٤) الحبل المتين : ١٧٤.