المراد : الملك عليهالسلام على صفته الأولى التي خلق عليها لأنها عجيبة ، ولهذا وصف بالتدلي وهو الهبوط ، والهبوط والسقوط لا يجوزان على الله سبحانه لأنهما من صفات الأجسام.
وأما قوله : «بعيني قلبه» فهو رأي له كذلك في كل حال رؤية العلم إذ هو لا يجهل الله سبحانه وكيف يجهله وهو أعلم الخلق به.
وأما الرواية التي ذكرها عن أم المؤمنين وأنها شاذة ، فقد أغنى البرهان عنها وعن غيرها غير أن صحتها ثابتة ثبوت روايتهم إن لم تزد لم تنتقص في الثبوت والصحة.
وأما إجماع الأمة على معرفة الأنبياء عليهمالسلام بالله سبحانه وبصفاته وما يجوز عليه وما لا يجوز فلا شك في ذلك.
وأما ما ذكره من سؤال موسى عليهالسلام الرؤية فإن أهل البيت عليهمالسلام يقولون : إن السؤال كان لقومه ، يؤيد ذلك قوله تعالى : (فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ) [النساء : ١٥٣] ، وإنما أضاف موسى عليهالسلام السؤال إلى نفسه إزالة لشغبهم ، وحسما للددهم ، ومبالغة في تبعيد الأمر ، وقطعا على استحالته لشغبهم فأعلمه الله سبحانه أن ذلك لا يصح.
وأما ما روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن قال : «سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته» فإن هذا خبر مطعون في سنده ، مختل في لفظه ، أما سنده فإنه ينتهي إلى قيس بن أبي حازم (١) ، وكان باغضا لعلي بن
__________________
(١) قيس بن أبي حازم البجلي ، الأحمسي ، أبو عبد الله الكوفي ، اختلفوا في تاريخ وفاته ، قيل : ٨٤ ه ، وقيل: ٩٤ ه ، وقيل : ٩٦ ه ، وقيل : ٩٨ ه ، وقيل : غير ذلك.