خاصة : «حرمت الجنة على ظالم أهل بيتي ، وباغضهم في الدرك الأسفل من النار» (١) يريد بذلك أزواجه ، وبني هاشم.
الجواب عن ذلك : أن مذهب الزيدية أكثر الله سواده ، وأعز أجناده ، كالذهب الخالص يزيده السبك حسنا ، وليس ذلك حب الوالد للولد ، ولكن بالبرهان ، ومذهب الزيدية أن الإيمان قول وعمل ، واعتقاد ، ولا يخلص ذلك إلا باجتماع الأمور ؛ فمن اعتقد اعتقاد الزيدية ، ولم يعمل الحق ، ولم يقله لم ينفعه اعتقاده من عذاب الله سبحانه ؛ وسواء كانت الزيدية في سهل أو في جبل ولم تهاجر إلى إمامها ولم تمتثل أوامره فسقت بذلك ، وحل للإمام فيهم ما حل له في غيرهم ، وإن كان الذي غيره من زيدية تهامة وشرفهم لم يعلم بصحة ذلك فيهم.
وأما الحرم فالظاهر من الإمام وعساكره العفة عنهم وعن كشفهم ، وأكثر من أهل تهامة جرما أهل نجران ، وكان أمر سباياهم كما قال بعض شعراء الدولة المنصورية :
سلبن رءوس معشرهم جهارا |
|
ولم يسلب لغانية خمار |
ولم يقل إلا حقا وما هو ظاهر وإن كان يجوز من بعض العسكر أن يتعدى في ذلك فإن ظهر أدّب وألحق ما يلزم مثله من الشدة والاستخفاف.
__________________
(١) أخرجه الإمام أبو طالب في أماليه (تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب) ص ٩٣ بلفظ : «حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وقاتلهم وعلى المعين عليهم ، أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم» وهذا في موسوعة أطراف الحديث ٤ / ٥٣٧ وعزاه إلى القرطبي ١٦ / ٢٢ بلفظ : «حرمت الجنة على من يظلم أهل بيتي». وهو في القرطبي بهذا اللفظ وزاد عليه «وآذاني في عترتي ، ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها فأنا أجازيه عليها غدا إذا لقيني يوم القيامة».