لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) [النساء : ٨٣] ، وأولو الأمر هم آل محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام هم بحار العلم ، وجبال الحلم ، وسفينة النجاة ، وماء الحياة ، وعصمة اللاجئين ، ونور الحكمة ، ومنهاج الرحمة ، وسبيل الهدى ، وعروة الله الوثقى ، وحبل الله المتين ، وصراطه المستقيم ، وورثة النبيين ، وأهل التأويل والتنزيل والتحريم والتحليل ، لا تنال السعادة إلا بهم ، ولا تكتب الشقاوة إلا ببغضهم ، على الناس جميعا اتباعهم ، وعليهم اتباع سلفهم ، فالويل لمن حاربهم وأنكر فضلهم وطعن في أمرهم ورام الاستئثار بالأمر دونهم لقد ارتكب عظيما ، وامتطى خطأ جسيما وكان من الأخسرين أعمالا (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) [الكهف : ١٠٤] ، فعليك باقتفاء آثارهم واحتذاء أمثالهم وترك التفريق بينهم لا تفرق بين أحد منهم.
اعلم : أن المفرق بين الأئمة الهادين كالمفرق بين النبيين ، وأن علمك لإمام عصرك من أهل بيت الذكر كما كان على سلفك لسلفه حذو المنتعل بالنعل والقذة بالقذة.
ونسأل الله لنا ولك ولكافة المسلمين حسن الخاتمة ، والحمد لله وصلاة على نبيه سيدنا محمد وآله وسلم تسليما يا كريم يا رحمن يا رحيم يا الله.
* * *