مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) [النمل : ٤٠] ، قيل : إنه آصف. فهل كان ذلك في مقدور البشر؟
الجواب عن ذلك : أنه قيل : دعا إلى الله سبحانه بأن يأتي بالعرش فأتى به سبحانه إجابة لدعوته ، وذلك مقدوره سبحانه فلا يتوجه السؤال على هذا التأويل.
وسأل أيده الله : عن قصة عبد الله بن رواحة لما أغمي عليه ثلاثة أيام ، ورأى الملك هل تجوز رؤية الملائكة قبل الموت؟
الجواب عن ذلك : أن مشاهدة المؤمنين للملائكة قبل الموت غير ممتنعة وقد كان ذلك ؛ فإن عليا عليهالسلام يوم بدر سلمت عليه الملائكة وعدهم بأصابعه ، وجاء وأخبر النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «استعد للوصية فما أحصى عدد الملائكة إلا وصي» وقيل في عده لهم بأصابعه : فظل يعقد بالكفين معتمدا ، كأنه حاسب من آل دارانا. وقيل في مثل ذلك أعني الذي سلّم في ليلة عليه : ميكائيل وجبريل ، ميكائيل في ألف ، وجبريل في ألفين ، يتلوهم إسرافيل وعدهم خمسة آلاف. وكانت الملائكة تزور رجلا من خزاعة وتسلّم عليه دائما ، وكانت فيه جراحة في سبيل الله فكتمها فلما شكاها على بعض أصحابه انقطع عنه ما كان يرى ، فأتى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : تلك الملائكة كانت تزورك لكتمانك جراحتك في سبيل الله ، فلو استمررت لم تنقطع عنك إلى أن تموت ، فاشتد أسفه على الكتمان ولأن رسولصلىاللهعليهوآلهوسلم كان يشاهد الملائكة في الحياة ؛ فما المانع لغيره من ذلك إن شاء الله إلا أن يخشى أن يرفع التكليف ، فقد لم يرتفع بذلك تكليف الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.