الأمور كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع ، وشاهد مصدق ، من جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار» (١) فهل أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن نجعل إمامنا موجودا أو معدوما ، ومدحه الأئمة عليهمالسلام ، وإن شئت أيها المطرفي فإن الخطاب لكافة المسترشدين ، رويت خطبة ما تقدمها في الهجرة خطبة واحدة وهي قول رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم فيما رويناه عنه بالإسناد الموثوق به أنه قال بعد الخطبة الأولى : «الحمد لله أحمده وأستعينه ، نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إن أحسن الحديث كتاب الله ، قد أفلح من دينه في قلبه وأدخله في الإسلام ، وبعد الكفر وأخباره على ما سواه من أحاديث الناس ، أنه أبلغ الحديث وأحسنه ، أحبوا ما أحب الله ، أحبوا الله بكل قلوبكم ، ولا تملوا كلام الله وذكره ، ولا تقسى عنه قلوبكم ، فإنه من كل ما يخلق الله يختار ويصطفي ، وقد سماه خيرته من الأعمال ، ومصطفاه من العباد ، والصالح من الحديث ، ومن كل ما أولى الناس ، الحلال والحرام ، واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ، واتقوه حق تقاته ، واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم ، وتحابوا بروح الله بينكم ، إن الله يغضب أن ينكث عهده ، والسلام عليكم» (٢) تمت خطبته صلوات الله عليه وآله ، وأمثال ذلك من كلامه صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يحصى كثيره فهل حضهم على موجود أو معدوم أيها المدقق ،
__________________
(١) أخرجه الشريف زيد بن عبد الله بن مسعود الهاشمي في الأربعين السيلقية ، (مخطوطة) وانظر شرح الأربعين السيلقية للمؤلف (الإمام عبد الله بن حمزة).
(٢) أشار إلى طرف الحديث بلفظ مقارب في موسوعة أطراف الحديث النبوي ٤ / ٥٧٢ ، وعزاه إلى الخطيب البغدادي ١٤ / ٤٤١ ، وهو في تأريخ بغداد بلفظ مقارب ، وأشار إلى طرف منه وعزاه في الموسوعة إلى دلائل النبوة ١ / ٧٧ ، وإلى القرطبي ١٨ / ٩٨.