قلنا : أصبت ، وإن فسره بالظلم والقبيح من أخذ الأموال بغير حقها ووضعها في غير مستحقها ، وبسفك الدماء ، وركوب الدهماء.
قلنا : الله سبحانه يتعالى عن ذلك إذ هو حكيم وأفعاله كلها حسنة ، ليس فيها ظلم ولا عيب ولا سفه ولا شيء من القبيح ؛ ولأن هذه الأمور يجب على الكل إنكارها وتخطئتها ، ولو كانت فعلا لله سبحانه لوجب قبولها والرضى بها.
وأما قوله : إنهم يقولون إن الملك النبوة ، فعندهم أنه النبوة إذا قاربتها الإماء الجوار ، فالنبوة المطلقة تسمى ملكا ؛ لأنها تؤدي إلى الملك العظيم ، والفوز العميم ، والنفع الجسيم ، وهو الخلود في جنات النعيم ، والنبي يسمى باسم ما يؤدي إليه ، كما تسمى الشدة موتا ، والعنب المعتصر خمرا ، وهذا لكثرة الشغل ، وضيق الوقت ، وعجلة الرسول ، ومن الله سبحانه نستمد الهداية إلى سبيل الرشاد.
والسلام على كافة المسلمين ورحمة الله وبركاته
وصلى الله على رسوله سيدنا ونبينا محمد وآل سيدنا محمد
وسلم تسليما دائما أبدا
* * *