أعلم أين نزلت؟ في سهل أو جبل؟ وفي أي وقت نزلت ، في ليل أو نهار؟ وفي من نزلت(١).
والروايات كثيرة ، وفي الرواية عن زيد بن علي عليهالسلام أنه لما خرج من دار معاوية بن إسحاق (٢) رحمهالله قال الراوي في رواية طويلة : رأيته وبين يدي قربوس (٣) سرجه مصحف ، وهو يقول : أيها الناس ، والله ما قمت فيكم حتى
__________________
(١) في نهج البلاغة الخطبة رقم (٩٣) : فاسألوني قبل أن تفقدوني ، فو الذي نفسي بيده لا تسألوني عن شيء فيما بينكم وبين الساعة ولا عن فئة تهدي مائة وتضل مائة إلا نبئتكم بناعقها وقائدها وسائقها ومناخ ركابها ومحط رحالها ومن يقتل من أهلها قتلا ومن يموت منهم موتا ولو قد فقدتموني ونزلت بكم كرائه الأمور ، وحوازب الخطوب ، لأطرق كثير من السائلين ، وفشل كثير من المسئولين ، وذلك إذا فلجت حربكم ، وشمّرت عن ساق ، وضاقت الدنيا عليكم ضيقا ، تستطيلون معه أيام البلاء عليكم حتى يفتح الله لبقية الأبرار منكم ... الخ.
وفي نهج البلاغة الخطبة (٨٩) : أيها الناس ، سلوني قبل أن تفقدوني ، فلأنا بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض ، قبل أن تشغر برجلها فتنة تطأ في خطامها وتذهب بأحلام قومها. وانظر المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة.
(٢) هو : معاوية بن إسحاق بن زيد بن حارثة الأنصاري ، أحد المجاهدين الأبطال ، ومن مشاهير أنصار الإمام زيد ، قتل معه سنة ١٢٢ ه.
وذكر الإمام المرشد بالله أن معاوية بن إسحاق كان من فرسان زيد بن علي ورجالاته الأبطال.
قال الشاعر :
ترى الخيل تبكي إن ترى الخيل لا ترى |
|
معاوية الندي فيها ولا نصرا |
قال في الطبقات : ذكره في المجموع الكبير وهو أنصاري من أصحاب زيد بن علي ، واستخفى عليهالسلام في داره أياما ، وقتل مع الإمام زيد بن علي ، وصلب معه. انظر : معجم رجال الإمام زيد.
(٣) قال في لسان العرب : القربوس : حنّو السّرج ، والقربوس لغة فيه حكاها أبو زيد ، وجمعه قرابيس ، والقربوت : القربوس. قال الأزهري بعض أهل الشام يقول : قرّبوس / مثقل الراء ، قال : وهو خطأ. ثم يجمعونه على قربابيس ، وهو أشد خطاء. قال الجوهري : القربوس للسّرج ولا يخفف إلا في الشعر مثل طرشوس ، لأن فعلول ليس من أبنيتهم. قال الأزهري : وللسرج قربوسان فأما القربوس المقدم ففيه العضدان ، وهما رجلا السرج ، ويقال حنواه ، وما قدّام القربوسين من فضله دفّة السرج يقال له : الدرواسنج ، وما تحت قدام القربوس من الدفة يقال له : الابراز ، والقربوس الآخر فيه رجلا المؤخرة ، وهما حنواه. انظر معجم لسان العرب ترتيب يوسف خياط ٣ / ٤٧.