وأن يحمل على جحود الطاعة ، لا جحود أصل الذات.
وفيه أيضا عن أبي بصير قال أبو عبد الله (عليهالسلام): «إن أول من كفر بالله حيث خلق الله آدم كفر إبليس حيث رد على الله أمره ـ الحديث ـ»
أقول : هذا شاهد لما قلناه آنفا.
القمي : «خلق الله آدم فبقي سنة مصورا ، وكان يمر به إبليس اللعين فيقول : لأمر مّا خلقت. فقال العالم (عليهالسلام) : فقال إبليس : لئن أمرني الله بالسجود لهذا لعصيته ـ إلى ان قال ـ ثم قال الله تعالى للملائكة : (اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا) ، فأخرج إبليس ما كان في قلبه من الحسد فأبى أن يسجد».
أقول : هذا ظاهر في أمرين : أحدهما : أنه كان بانيا على معصية الله في هذا الموضوع.
الثاني : أنّ السجود لآدم (عليهالسلام) كان كالمغروس في أذهانهم قبل خلقه في الجملة.
وعنه أيضا عن الصادق (عليهالسلام): «الاستكبار هو أول معصية عصي الله بها. قال (عليهالسلام) فقال إبليس : رب اعفني من السجود لآدم وأنا أعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، فقال جلّ جلاله : لا حاجة لي في عبادتك ؛ إنما عبادتي من حيث أريد لا من حيث تريد».
أقول : قد دلت الأدلة العقلية والنقلية على أن عبادة المعبود لا بد وأن تكون من حيث ما أراده المعبود دون ما يريده العابد ، فالعبادة : هي فعل ما عيّنه المعبود فقط. وأما ما يخترعه العابد من عند نفسه ، أو لا يعلم أنها مجعولة من قبل المعبود ، فمقتضى القاعدة العقلية ـ وهي قاعدة وجوب دفع الضرر ، خصوصا إذا كان عقابا ـ هو بطلان العبادة ، وعدم صحة نسبة العبادة المشكوكة اليه. فما ذكره إبليس في الحديث باطل من حيث حكم العقل أيضا كسائر خطواته.
في المعاني عن أبي الحسن الرضا (عليهالسلام): «كان اسمه الحارث