مواهب الرحمن في تفسير القرآن [ ج ١ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في مواهب الرحمن في تفسير القرآن

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

مواهب الرحمن في تفسير القرآن [ ج ١ ]

شديد فاستعانوا بموسى (عليه‌السلام) فطلب من الله تعالى أن يسقيهم ، كما سبق أنهم طلبوا من موسى (عليه‌السلام) أن يظلّهم من حر الشمس فظلل عليهم الغمام ، وطلبوا الطعام فأنزل الله تعالى عليهم المن والسلوى ، وجميع هذه الآيات وقعت في التيه ، وسيأتي تفصيل قصتهم في سورة الأعراف إن شاء الله تعالى.

قوله تعالى : (فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ). أي أمرنا موسى (عليه‌السلام) أن يضرب الحجر بعصاه.

وقد ذكر بعض المفسرين أنّ هذا الحجر لم يكن حجرا معينا ، بل أي حجر ضربه (عليه‌السلام) انفجر منه الماء ، ولكنه مخالف لظاهر الآية المباركة بل كان حجرا معينا من أحجار الجنّة على ما روي عن أبي جعفر (عليه‌السلام) ، فإنه قال : «ثلاثة أحجار من الجنّة : مقام إبراهيم وحجر بني إسرائيل ، والحجر الأسود». وهو موجود لدى خاتم الأوصياء (عليه‌السلام) وسيكون لهذا الحجر شأن من الشأن عند ظهوره (عليه‌السلام) ، ويشهد له ما في التوراة فإنه عبر عنه في سفر الخروج ب (الصخرة) ، وستأتي تتمة الكلام في البحث الروائي.

وعصا موسى (عليه‌السلام) معروفة في الكتب السماوية وقد كانت مظهرا لمعجزات كثيرة وأصلها من آس الجنّة كان آدم (عليه‌السلام) حملها معه من الجنّة إلى الأرض ، كان طولها عشرة أذرع على طول موسى (عليه‌السلام) ولها شعبتان تتوقدان نورا في الظلمة وكانت تتوارث مع الأنبياء وأوصيائهم حتّى دفعها شعيب إلى موسى بن عمران (عليه‌السلام) وهي موجودة الآن ، وستظهر حتّى تلقف أساس الظلم والعدوان على يد خليفة من خلفاء الرحمن إن شاء الله تعالى وفي جميع ذلك روايات معتبرة يأتي التعرض لها.

قوله تعالى : (فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً). الإنفجار : الإنشقاق وكل انفجار مسبوق بالانبجاس ولا عكس. وقد ذكر سبحانه وتعالى في آية أخرى الانبجاس ، فقال جل شأنه : (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أَنِ