تعالى إطلاقا شائعا هذا من ناحية الحصر اللفظي.
وأما من ناحية الحصر المعنوي فلا ريب في أن الممكنات له ومنه وبه تعالى وقد ثبت في محله أن كل ما بالغير يكون بذاته وكماله منه فكمال الكل ومحمودية الكل ترجع إليه.
ثم إنّ الحمد يكون من الله تعالى لذاته المقدسة وهو كثير في القرآن ، قال تعالى : (وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [سورة الروم ، الآية : ١٨] ، وقال تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ) [سورة فاطر ، الآية : ١] وقال تعالى : (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ) [سورة الجاثية ، الآية : ٣٦].
ويكون من خلقه له تعالى : (وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا) [سورة الأعراف ، الآية : ٤٣].
وأما التسبيح فيقع منه تعالى ومن خلقه له ، ولكن لا يقع من الخلق للخلق ، كما يأتي التفصيل.
قوله تعالى : (رَبِّ الْعالَمِينَ) : لهذا الاسم [رب] الشريف منزلة عظيمة في الكتب السماوية لا سيما القرآن المهيمن على جميعها فهو من أمهات الأسماء المقدسة كالحي ، والقيوم بل هو الأم وحده ، لأنه ينطوي فيه الخالق والعليم والقدير والمدبر والحكيم وغيرها ، فإنه غير الخلق كما يستفاد من قوله تعالى : (رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَ) [سورة الأنبياء ، الآية : ٥٦] أي خلقهنّ.
وقد ذكر بعض المفسرين تبعا لجمع من اللغويين أنّ الرب بمعنى المالك والملك أو الصاحب. لكن التدبر في استعمالات هذا اللفظ يعطي أن الملك شيء وربانيته شيء آخر قال تعالى : (ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ) [سورة الزمر ، الآية : ٦] وقال تعالى (بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ) [سورة النّاس : الآية : ٤] فإن فيه خصوصية ـ ليست هي في المالك والملك والصاحب ـ وهي الربوبية الحقيقية الناشئة عن الحكمة الكاملة التي لا يتصور