ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ) [سورة الأعراف ، الآية : ١٧٢] والأخبار في ذلك كثيرة من الفريقين ، وهو أيضا من الغيب المختص به عزوجل ، ولا بد أن يكون العلم به من ناحيته تعالى بلا واسطة ، أو بواسطة أنبيائه وأوليائه تعالى ، وقد وردت الأخبار في ذلك عن النبي (صلىاللهعليهوآله) والأئمة الهداة (عليهمالسلام).
والطينة الواردة في السنّة الشريفة على قسمين :
الأول : ما كانت علة تامة منحصرة لكون مآلها إلى الجنّة بلا دخل للتكليف والإختيار فيها أصلا ، أو كون مآلها الى النار كذلك.
الثاني : ما كانت مقتضية لذلك مع دخل شرائط أخرى في كل منهما حتّى تصير إلى الجنّة أو النار. ولا بد من حمل جميع ما وردت في الطينة من الأخبار على القسم الثاني ، دون الأول ، لظواهر الكتاب ـ على ما يأتي ـ والسنّة ، وأدلة عقلية نشير إليها في محالها إن شاء الله تعالى.
بحث اجتماعي :
من أعظم ما أنعم الله تعالى على الإنسان نعمة البيان والنطق فقال عزوجل في مقام الامتنان عليه : (الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَيانَ) [سورة الرحمن ، الآية : ٢] فلو لا اللغة والبيان لم يتحقق للإنسان اجتماع ولاختل أساس التشريع ، وبالأخرة لم يقم له نظام الدنيا والآخرة ؛ فلا يمكن تحديد هذه النعمة بحد ، ويكفي في ذلك قوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ) [سورة الروم ، الآية : ٢٢] حيث جعل تعالى اختلاف الألسنة من الآيات.
والكلام في اللغة يكون من جهات متعددة ففيها التاريخية ، والأدبية والعلمية ، والاجتماعية وغير ذلك ، وقد وضع العلماء لكل واحدة من تلك الجهات كتبا كثيرة.
والذي يهمنا في المقام هو ما يستفاد من قوله تعالى : (وَعَلَّمَ آدَمَ