[سورة الأنعام ، الآية : ٩٦]. وأخرى : في مقابل الحركة عن محل إلى آخر ، ومنه المسكن فإن الساكن له الحركة في مسكنه والتردد في حوائجه ، فيطلق على محله المسكن والإسكان ، وثالثة : يراد ترك حركات خاصة ، من التكبر ، والتجبر ، والترف ونحوها ، ومنه قول نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله): «اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين» فذات المعنى في الجميع واحدة ، والاختلاف يحصل من أطوار الاستعمالات ، وقد استعملت في القرآن ويأتي نقلها إن شاء الله تعالى.
والمستفاد من هذه الآية وسائر الآيات المتضمنة لهذه القصة أن خلق زوجة آدم (عليهالسلام) كان قبل دخول الجنّة فدخلاها معا إتماما للنعمة التي منها الأنس والاستيناس لا سيما في الجنّة التي أعدت للترفه بكل لذة.
ثم إنّ في المقام بحثين :
الأول قد فصل خلق آدم (عليهالسلام) في الكتاب والسنة بما لا مزيد عليه وأوضح في الجملة أيضا بما لا يبقى معه محل للارتياب ولكن لم يرد في الكتاب العزيز ما يستفاد منه كيفية خلق زوجته حواء إلّا قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها) [سورة النساء ، الآية : ١] ؛ وقوله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها) [سورة الأعراف ، الآية : ١٨٩]. ولعل السر في ذلك أن من أدب القرآن الستر في النساء ، مع أنه يكفي بيان خلق آدم عن ذلك.
وكيف كان فالآيات المتقدمة : مجملة لا يعلم المراد منها. نعم ورد في بعض الأخبار أنها خلقت من ضلع آدم (عليهالسلام) ، وقد ورد في الحديث : «استوصوا بالنساء خيرا ، فإنهنّ خلقن من ضلع أعوج» ، وسيأتي نقل الأخبار في البحث الروائي.
والوجوه المتصورة في هذه الأخبار ثلاثة : الأول : قطع عضو من آدم (عليهالسلام) وهو الضلع الأيسر بعد إتمام خلقته ، ونفخ الروح فيه ، وخلق زوجته من هذا العضو المقتطع.