بعض من يدعيه أنه دخلها ولم يزل يدخلها.
وهذا باطل لما ثبت في محله من أن دعوى الكشف لا تستقيم إلّا بأمرين : الأول : كون من يدعيه كاملا من حيث العلم بالفلسفة الإلهية ، والعمل بالأحكام الشرعية. والثاني : ورود تقرير من الشرع لما كشف. وكل ذلك ممنوع في من يدعي الكشف في المقام. نعم لا ريب في وجود أصل عالم البرزخ بنصوص متواترة يأتي نقلها في الموضع المناسب إن شاء الله تعالى.
القول الثالث : إنّها جنة من جنان الدنيا خلقها الله تعالى لإسكان آدم (عليهالسلام) وحواء. وهذا هو المتعين بل منصوص عليه في الجملة كما يأتي في البحث الروائي.
وقد أيد هذا القول بأمور :
أحدها ـ أنها لو كانت جنة الخلد لما وقع فيها تكليف ، لأنها دار النعيم والراحة لا دار التكليف.
الثاني : أنّها لو كانت جنة الخلد لما خرج منها آدم (عليهالسلام) وحواء لفرض أنها دار الخلد.
الثالث : أنّ الجنّة الموعود بها لا يدخلها إلّا المؤمنون المتقون فكيف يدخلها إبليس.
الرابع : أنّها لو كانت جنّة الخلد كيف يقول الشيطان لآدم (عليهالسلام) : (هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلى) [سورة طه ، الآية : ١٢٠] ، فإنّه ليس له أن يقول ذلك.
ولكن يمكن المناقشة في هذه الأمور بأن ذلك كله صحيح إذا كان المراد من جنّة الخلد هي التي أعدت للمتقين بعد الحشر والنشر والفراغ من الحساب. وأما قبل وقوع ذلك وكون المورد من مادة الجنّة فقط فلا دليل على امتناع ما ذكروه من عقل أو نقل ، فيكون نظير ما رواه الفريقان عن نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله): «ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة» وقوله