والضعف. أو أنه عرض قائم بالغير. أو أنه من مراتب وجود النفس الإنساني. أو أن له وجودا واحدا فرديا كالشمس إلّا أن له إشراقات على النفوس. أو أنه إشراق حاصل للنفس من عالم آخر غير عالم الجواهر والأعراض. أو أن جميع ذلك صحيح بحسب اختلاف النفوس ومراتبها. أو أن الكل باطل ولا يحيط به الناس ، بل العلم به منحصر بالله تعالى؟
وغاية ما يدرك أنّه القوة المميزة بين الحسن والقبح ولم يزل الموضوع مورد البحث منذ وجود العاقل على وجه البسيطة ولا يزال كذلك والقدر المسلّم به أنه موجود ومتعقل خارجي وقع مورد جعل الله تبارك وتعالى وإرادته وخطابه ، كما ستعرف إن شاء الله تعالى.
والخطاب وإن كان موجها إلى بني إسرائيل لكنه عام يشمل الجميع وأشد معاتبة الآمرون بالمعروف التاركون له ، والناهون عن المنكر الفاعلون له حتّى نفى الله تعالى عنهم العقل بلسان التوبيخ والتأنيب ، وهو كذلك لأن من أول مرتبة العقل والكمال العقلي هو مطابقة القول للفعل ، بل يعد ذلك من الأمور النظامية الاجتماعية فإن نظام المجتمع يقوم بالقانون والعمل به وبدونه يكون خرقا للنظام وإشاعة للفساد. كما أنّ الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أحق باتباع ما يأمرونه ، والانتهاء عما ينهون عنه ، لأن الحجة عليهم أتم ، فإن من لم ينسلخ عن شهوة نفسه كيف يتمكن من إزالة الشهوة عن غيره ، ولذا ورد التأكيد عن الأئمة الهداة (عليهمالسلام) بقولهم : «كونوا دعاة الى الله بغير ألسنتكم». وقد ثبت في الفلسفة ، وفي الأحاديث الكثيرة على أن للحركات القلبية والجذبات النفسية آثارا خاصة في النفوس ، بل قد يكون الشخص في عين أنه ينهى بلسانه مثلا يكون تأثيراته النفسية أقوى من النهي اللساني على النفوس.
وهذه الآيات تتضمن قاعدة محاورية من صحة خطاب الأبناء بما يفعل الآباء ، أو خطاب الآباء بما يفعل الأبناء ، أو خطاب الجميع بما يفعل البعض.
قوله تعالى : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى