لأن لكل جديد لذة. الثاني : المراد الوحدة في الآكلين مع أن فيهم الأغنياء والفقراء ومن هو أدون ، وهذا لا يناسب مقامهم الدنيوي ، وكل ذلك يرجع إلى قصور عقولهم ، كما ذكرناه.
قوله تعالى : (فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها). الدعاء هنا بمعنى السؤال من الله تعالى والطلب منه وإفراد الخطاب في قوله تعالى : (فَادْعُ لَنا رَبَّكَ) لما علموا من أنس موسى (عليهالسلام) بربه ، ورأفته تعالى بموسى (عليهالسلام) فكانوا يعلمون الاستجابة منه ، وتحريضا لموسى (عليهالسلام) للتأكيد في السؤال.
والبقل : كل نبات لا ينبت أصله وفرعه في الشتاء والمراد به ما يطعمه الإنسان من طيب الخضروات.
قوله تعالى : (وَقِثَّائِها وَفُومِها وَعَدَسِها وَبَصَلِها).
القثاء نبات معروف وهو الخيار ، كما أن العدس والبصل معروفان. والفوم هو الحنطة ، روي ذلك عن أبي جعفر (عليهالسلام) ، وهو قول أكثر المفسرين. وقال جمع إنه الثوم أبدلت الثاء فاء ، وهو المشاكل للبصل.
قوله تعالى : (قالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ).
الاستبدال طلب شيء بدلا من آخر ، أي : أتستبدلون الذي هو خسيس بالمن والسلوى الذي هو خير منه؟! واستبدالهم الدنيء بالخير واضح ، لأن المن والسلوى ينزلان عليهم من عالم الغيب من غير تعب وعناء ، وجميع ما سألوه إنما كان يخرج من الأرض بالتعب والمشقة وبذل الجهد حتّى يتغذوا به ، وانهما كانا أطيب وألذ مما سألوه.
قوله تعالى : (اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ).
قد تقدم معنى المصر وهو في الأصل بمعنى الانقطاع والفصل لأن المحل صار منقطعا ومنفصلا عن غيره بالعمارة والسكنى.
والمراد بها مصر من الأمصار ، وقيل : إنها مصر المعروفة ، ويجوز تنوينها لصرفها ، ولا دليل على كلا القولين.