العوالم المترتبة (طولية) وقد أثبتوا ذلك بالبرهان وسيأتي تفصيل العوالم في محله إن شاء الله تعالى.
وأخرى : لا ترتب بينها بل ينشأ جمع من تلك العوالم عن مبدإ واحد في عرض واحد ، كما نشاهد ذلك في عالم الطبيعة.
وثالثة : تكون مركبة من القسمين كما هو المحسوس في عالم النطفة في صلب الرجال ثم مسيرها إلى الرحم ومجيئها إلى هذا العالم وكذا كل ما هو في مسير الاستكمال والارتقاء وتسمى هذه العوالم الطولية وفي عرض ذاك عوالم أخرى إن لوحظت مع نظيرها ، كما تقدم في القسم الثاني.
وهناك عوالم (طولية) أخرى يمر الإنسان عليها وهي عالم الدنيا ، وعالم البرزخ ، وعالم النشر والحشر ، وعالم الخلود ، وسيأتي بيانها في الآيات المناسبة لها إن شاء الله تعالى.
نعم هنا بحث وهو أنّ العوالم هل هي متعددة حقيقة أو أنّ تعددها اعتباري محض؟ عن بعض المحققين من المتألهين أنّ العالم واحد وهو عالم الدنيا وغيره من عوالم البرزخ والحشر والنشر والخلود من تبعاتها وشؤونها فتكون الدنيا كالمادة للجميع السارية فيها فيكون العالم واحدا حقيقة ، وسيأتي تفصيل هذا البحث في الآيات المناسبة له.
وكل ما تقدم من العوالم ـ بشؤونها وأصنافها ـ غير متناهية بجميع مراتبها ـ ويأتي شرح ذلك مفصلا ـ وأنّها مخلوقة بأحسن خلق وأكمل نظام ، كما أن جميع تلك الأصناف غير المتناهية مورد ربوبيته العظمى وقيمومته المطلقة وله المعيّة (الإحاطة) التدبيرية بكل ما سواه من العالم ، ولكن تلك المعية في العباد لا توجب سلب اختيارهم ، لأن الإختيار فيهم ثابت لفرض وجود التربية التشريعية وهي لا تعقل بدون الإختيار.
وأما تربيته التكوينية فهي منحصرة بإرادته واختياره تعالى كما يأتي تفصيل هذا الإجمال في محله إن شاء الله تعالى.
ثم إنّ في ذكر رب العالمين بعد الحمد دلالة على أن من موجبات