أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ) [سورة المجادلة ، الآية : ١٢] ويأتي التعرض للآيات المتضمنة لذلك في محالّها إن شاء الله تعالى. وخالف في ذلك بعض المفسرين ، بل قال بعدم وقوع النسخ في القرآن. بل في شريعة محمد (صلىاللهعليهوآله). وهو مردود عقلا ونقلا.
الثاني : نسخ التلاوة فقط والمشهور بين العامة وقوعه في القرآن الكريم. واستدلوا بآية الرجم «الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة» فقالوا : إن هذه الآية لم يعد لها وجود في القرآن ، مع أن حكمها ثابت.
والحق عدم وقوع هذا النوع من النسخ ، بل يعد ذلك من التحريف الذي أجمعت الإمامية على نفيه في القرآن زيادة ونقيصة ، وما استدلوا به أخبار آحاد معارضة بروايات أخرى كثيرة تدل على أن الآية ليست من القرآن ، مضافا إلى عدم وجود المصلحة فيه إن لم تكن فيه المفسدة.
الثالث : نسخ الحكم والتلاوة وذهب جمهور المفسرين إلى إمكانه واستدلوا على وقوعه بما ورد عن عائشة أنها قالت : «كان في ما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات ، وتوفي رسول الله (صلىاللهعليهوآله) وهن في ما يقرأ من القرآن».
ويرد عليه ما أورد على النوع السابق ، مع أنه لا يتصور معنى معقول للنسخ في هذا النوع ، وسوف نتعرض لمسألة تحريف القرآن في المحل المناسب إن شاء الله تعالى.
ثم إن سور القرآن بالنسبة إلى وجود الناسخ فيها ، أو المنسوخ أربعة أقسام :
القسم الأول : السور التي لم يدخلها ناسخ ولا منسوخ كسورة الفاتحة ، ويوسف ، ويس ، والإخلاص وغيرها ، وقيل : إنها ثلاث وأربعون سورة.
القسم الثاني : السور التي فيها ناسخ ومنسوخ وهي : البقرة ، آل عمران ،