النطق له ، كما أنهما ليستا من لوازم الذات كذاتية الزوجية للأربعة ، بل هما من لوازم وجوده الخارجي التي تحصل بالاختيار. نعم للقضاء والقدر الإلهي دخل فيهما بنحو الاقتضاء لا العلية التامة كدخلهما كذلك في أكثر ـ بل جميع ـ ما يتعلق بالإنسان فبالعمل يصير الإنسان سعيدا مستحقا للثواب ، كما أن به يصير شقيا مستحقا للعقاب ، وهذا هو المستفاد من مجموع ما ورد في هذا الباب بعد رد بعضه إلى بعض ، وسيأتي مزيد بيان لهذا البحث في الموضع المناسب إن شاء الله تعالى.
فالشقاوة التي لحقت باليهود والنصارى إنما حصلت من أفعالهم الشنيعة مما أوجبت قساوة قلوبهم كما حكى الله تعالى عنهم في الآيات المباركة السابقة والذم تعلق بهم لأجل هذه الجهة فإذا وجدت في أي طائفة أوجبت شقاوتهم وبعدهم عن ساحة الرحمن بلا فرق بين اليهود والنصارى والمسلمين ، بل هي من المسلم أقبح فإن نبيهم (صلىاللهعليهوآله) أفضل الأنبياء وأمته أفضل الأمم ، ولأنّ السير التكاملي في الإنسان يقضي أن يأخذ بعبر الماضين فلا يفعل ما فعلته الأمم السابقة مما أوجب شقاوتها وهلاكها ، ولذا كان جرائم المسلمين ومذام صفاتهم أقبح عند الله من جرائم غيرهم من سائر الأمم ، كما أن أفعالهم الحسنة أفضل.
والحمد لله أولا وآخرا.