والحساب والجنّة والنار وتوحيد الله وسائر ما لا يعرف بالمشاهدة وإنما يعرف بدلائل قد نصبها الله تعالى دلائل عليها».
وعن الصادق (عليهالسلام): «الذين يؤمنون بالغيب يصدقون البعث والنشور والوعد والوعيد».
وعنه (عليهالسلام) أيضا : «الذين يؤمنون بالغيب أي آمن بقيام القائم (عليهالسلام) إنه حق».
أقول : الغيب شامل لكل ما لم يكن محسوسا ويكون داعيا إلى الله تعالى فإيمان المسلمين في هذا الزمان بنبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) وسائر أنبياء الله تعالى من الإيمان بالغيب ، وكذا كل حجة منه تعالى تدعو إليه ، فما ذكر في الخبر صحيح لا ريب فيه ، لأنه من باب أحد المصاديق ومن باب التطبيق.
وأما ما فسره جمع برجال الغيب أيضا وفصلوا القول فيه فليس ذلك إلّا من مجرد الدعوى ، ولم يقم دليل على صحته لا عقلا ولا نقلا ، كجملة كثيرة من أقوالهم في الركن والولي والمرشد والأوتاد ونحو ذلك. وعن الصادق (عليهالسلام): «فطر النّاس جميعا على التوحيد».
وعنه (عليهالسلام) أيضا : «فطرهم على المعرفة قال رسول الله (صلىاللهعليهوآله) كل مولود يولد على الفطرة يعني على المعرفة بأن الله تعالى خالقه».
أقول : يستفاد من ذلك أن الإيمان بالغيب مودع في الفطرة ومن مصاديقه الإيمان بالله ، كما يأتي في الآيات المباركة.
وعن الصادق (عليهالسلام) في قوله تعالى : (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) أي : «مما علمناهم ينبئون وما علمناهم من القرآن يتلون».
أقول : هذا يدل على ما قلناه من أن الإنفاق لا يختص بالمال بل يشمل كل ما ينفع الغير ولا اختصاص لقوله (عليهالسلام) بعلم الشريعة بل يشمل كل علم ينتفع به الغير في دينه أو دنياه ـ ما لم يكن منهيا عنه شرعا ـ كعلم