(بسم الله الرحمن الرحيم) ، ووضعتهما في السبع الطوال ، انتهى (١) .
فدلّت هذه الرواية على أنّ كتّاب الوحي كانوا يكتبون السور والآيات في عصر النبي صلىاللهعليهوآله مجموعة مرتّبة بأمره.
وعن أبي عبّد الله عليهالسلام قال : « إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لعليّ عليهالسلام : يا عليّ ، القرآن خلف فراشي في الصحف والحرير والقراطيس ، فخذوه واجمعوه ، ولا تضيّعوه كما ضيّعت اليهود التّوراة. فانطلق علي عليهالسلام فجمعه في ثوب أصفر وختم عليه في بيته ، وقال : لا أرتدي حتى أجمعه قال : كان الرجل ليأتيه فيخرج إليه بغير رداء ، حتّى جمعه » (٢) .
قال : وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « لو أنّ الناس قرءوا القرآن كما انزل ، ما اختلف اثنان » (٣) . فإنّ الظاهر منه عدم تأخير أمير المؤمنين عليهالسلام في امتثال أمر النبيّ صلىاللهعليهوآله وأنّه جمعه في حياته.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص (٤) ، قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوآله يقول : « خذوا القرآن من أربعة : من عبد الله بن مسعود ، وسالم ، ومعاذ ، وأبيّ بن كعب » (٥) .
وعن قتادة ، قال : سألت أنس بن مالك : من جمع القرآن على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله ؟ قال : أربعة ، كلّهم من الأنصار : أبيّ بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد. قلت : من أبو زيد ؟ قال : أحد عمومتي (٦) .
وعن ابن حجر : قد ذكر ابن أبي داود في من جمع القرآن قيس بن أبي صعصعة (٧) .
وروي عن غيره أنّ أبا زيد الذي جمع القرآن اسمه قيس بن السّكن ، إلى أن قال : ومات ولم يدع عقبا ، ونحن ورثناه (٨) .
وعن ابن أبي داود : أنّه مات قريبا من وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله فذهب علمه ولم يؤخذ عنه (٩) .
وقال أبو أحمد العسكريّ : لم يجمع القرآن من الأوس غير سعد بن عبيد (١٠) .
__________________
(١) مستدرك الحاكم ٢ : ٢٢١.
(٢) تفسير القمي ٢ : ٤٥١.
(٣) تفسير القمي : ٢ : ٤٥١.
(٤) في النسخة : عبيد الله بن عمر بن العاص ، تصحيف ، انظر تهذيب الكمال ١٥ : ٣٥٧.
(٥) الإتقان في علوم القرآن ١ : ٢٤٤.
(٦) الإتقان في علوم القرآن ١ : ٢٤٤.
(٧) الإتقان في علوم القرآن ١ : ٢٤٩.
(٨) الإتقان في علوم القرآن ١ : ٢٤٩.
(٩) الإتقان في علوم القرآن ١ : ٢٥٠.
(١٠) في النسخة : سعيد بن عبيد ، تصحيف ، انظر الطبقات الكبرى ٢ : ٣٥٥.