فقتلوه وصلبوه (١) .
وفي رواية عن ابن عبّاس : فقال الملك لرجل خبيث منهم : ادخل عليه فاقتله ، فدخل البيت ، فألقى الله عزوجل شبهه عليه ، فخرج يخبرهم أنّه ليس في البيت ، فقتلوه وصلبوه (٢) .
وقيل : إنّه عليهالسلام جمع الحواريّين ليلة وأوصاهم ، ثمّ قال : ليكفرنّ بي أحدكم قبل أن يصيح الدّيك ويبيعني بدراهم يسيرة ، فخرجوا وتفرّقوا ، وكانت اليهود تطلبه ، فنافق أحدهم فقال لهم : ما تجعلون لي إن دللتكم على المسيح ، فجعلوا له ثلاثين درهما ، فأخذها ودلّهم عليه ، فالقي عليه شبه عيسى عليهالسلام ، فرفعه إلى السماء ، فأخذوا المنافق وهو يقول : أنا دليلكم ، فلم يلتفتوا إلى قوله وصلبوه ، ثمّ قالوا : وجهه يشبه وجه عيسى وبدنه يشبه بدن صاحبنا ، فإن كان هذا عيسى فأين صاحبنا ، وإن كان صاحبنا فأين عيسى ؟ ! فوقع بينهم قتال عظيم (٣) .
قيل : حملت مريم عليهاالسلام بعيسى عليهالسلام وهي بنت ثلاث عشرة سنة ، ووضعته ببيت لحم من أرض أورشليم ، لمضي خمس وستّين سنة من غلبة الاسكندر على أرض بابل ، وأوحي إليه على رأس ثلاثين سنة ، ورفعه الله إليه من بيت المقدس ليلة القدر من شهر رمضان ، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ، وعاشت امّه بعد رفعه ستّ سنين (٤) .
وقيل : لمّا صلب المصلوب جاءت مريم عليهاالسلام ومعها أمرأة أبرأها الله من الجنون بدعاء عيسى عليهالسلام ، وجعلتا تبكيان على المصلوب ، فأنزل الله عيسى عليهالسلام فجاءهما فقال : علام تبكيان ؟ [ فقالتا : عليك ] . فقال : إنّ الله تعالى رفعني ، ولم يصبني إلّا خير ، وإنّ هذا شيء شبّه لهم (٥) .
قيل : إنّ الله تعالى كساه الرّيش والنّور ، وألبسه النّور ، وقطع عنه شهوة المطعم والمشرب ، فطار مع الملائكة (٦) .
في افتراق أصحاب عيسى عليهالسلام بعد رفعه على ثلاث فرق
ثمّ أنّ أصحابه حين رأوا ذلك تفرّقوا ثلاث فرق ، فقالت فرقة : كان الله فينا ثمّ صعد إلى السّماء ، وهم اليعقوبيّة ، وقالت فرقة اخرى : كان فينا ابن الله ما شاء الله ثمّ رفعه
__________________
(١) تفسير أبي السعود ٢ : ٤٣.
(٢) تفسير روح البيان ٢ : ٤٠ ، والرواية ليست عن ابن عبّاس.
(٣) تفسير أبي السعود ٢ : ٤٢.
(٤) تفسير أبي السعود ٢ : ٤٣.
(٥) تفسير أبي السعود ٢ : ٤٣ ، تفسير روح البيان ٢ : ٤٠.
(٦) تفسير أبي السعود ٢ : ٤٤ ، تفسير روح البيان ٢ : ٤٠.