إليه ، وهم النّطوريّة (١) ، وقالت فرقة اخرى منهم : كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء الله ، فرفعه الله إليه ، وهؤلاء المسلمون ، فتظاهرت عليهم الفرقتان الكافرتان فقتلوهم ، فلم يزل الإسلام منطمسا إلى أن بعث الله محمّدا صلىاللهعليهوآله.
ثمّ اعلم أنّه لمّا كان النّصارى معتقدين بأنّ اليهود أخذوا المسيح وصلبوه في مشهد جمّ غفير من النّاس ، وكانوا يستهزئون به ويسخرون منه وهو مصلوب ، حتّى شهق على الخشبة شهقة ومات ، وكان قتل النبيّ خصوصا بهذه الذّلّة والمهانة من أعظم المصائب على امّته ومن يعتقد بنبوّته ، كان إخبار الله تعالى في كتابه المنزل على محمّد صلىاللهعليهوآله وإخبار الرّسول بكذب القائلين بوقوع هذه الامور ، وتخطئة النّصارى في هذا الاعتقاد ، وقوله صلىاللهعليهوآله بأنّه ما قتل وما صلب وما أصابه وهن وضرّ ، بل رفعه الله حيّا في غاية الكرامة إلى السّماء ، وكان المقتول والمصلوب عدوّه ، أو المنافق الدّالّ عليه أو غيرهما ، تسلية عظيمة للنّصارى ومحبّي عيسى عليهالسلام ، فينطبق على نبيّنا صلىاللهعليهوآله جميع ما أخبر عيسى عليهالسلام حواريّيه بمجيء مسلّ بعده ، وأمره إيّاهم بطاعته واستماع قوله ، حيث لم يجئ أحد بعده بهذه الصّفة إلّا خاتم النّبيّين صلىاللهعليهوآله.
في إخبار عيسى ببعثة خاتم النبيين
وفي إنجيل يوحنّا المترجم بالفارسية : ( اين سخنان را بشما گفتم وقتيكه با شما بودم ، لكن تسلّى دهنده ؛ يعنى روح القدس ، كه پدر او را باسم من مى فرستند او همه چيز را بشما تعليم خواهد داد وانچه بشما گفتم بياد شما خواهد آوريد ) .
إلى أن قال : ( والآن قبل از وقوع ، بشما گفتم تا وقتيكه واقع گردد ايمان آوريد ، بعد از اين بسيار با شما نخواهم گفت ، زيرا كه رئيس اين جهان ميايد ودر من چيزى ندارد ) .
إلى أن قال : ( لكن چون تسلّى دهنده كه او را از جانب پدر نزد شما مى فرستم ايد ، يعنى روح راستى كه از پدر صادر مى گردد او بر من شهادت خواهد داد.
إلى أن قال : ( ومن بشما راست مى گويم كه رفتن من براى شما مفيد است ، زيرا اگر نروم تسلّى دهنده نزد شما نخواهد آمد ، امّا اگر بروم او را نزد شما مى فرستم ، وچون او آيد جهان را بر [ عدم ] گناه وعدالت وداورى ملزم خواهد نمود ) (٢) .
__________________
(١) كذا ، والظاهر أنها النّسطوريّة.
(٢) جاء في النسخة العربية من انجيل يوحنا - الاصحاح ( ١٤ - ١٦ ) : وأمّا المعزّي الرّوح القدس الذي سيرسله الأب