لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾(١) فقال أبو عبد الله عليهالسلام لقارىء هذه الآية : « [ خير أمّة ] يقتلون أمير المؤمنين والحسين بن عليّ عليهماالسلام ؟ » .
فقيل له : كيف نزلت يابن رسول الله ؟ فقال : « إنّما نزلت : ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ ألا ترى مدح الله لهم في آخر الآية : ﴿تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾(٢) .
ومثله : أنّه قرىء على أبي عبد الله عليهالسلام : ﴿الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً﴾(٣) فقال أبو عبد الله عليهالسلام : « لقد سألوا [ الله ] عظيما أن يجعلهم للمتّقين إماما » .
فقيل له : يابن رسول الله ، كيف نزلت ؟ فقال : « إنّما نزلت : ( واجعل لنا من المتّقين إماما ) » .
وقوله تعالى : ﴿لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ﴾(٤) فقال أبو عبد الله عليهالسلام : « يحفظ الشيء من أمر الله ! وكيف يكون المعقّب من بين يديه ؟ »
فقيل له : [ و] كيف ذلك يابن رسول الله ؟ فقال : « إنّما نزلت : ﴿لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ﴾ ورقيب يحفظونه بأمر الله ) » ومثله كثير.
وأمّا ما هو محذوف عنه (٥) فهو قوله تعالى : ﴿لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ﴾ - في على كذا نزلت - ﴿أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ﴾(٦) وقوله : ﴿يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾ - في علي - ﴿وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ﴾(٧) وقوله : ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا﴾ - آل محمد حقهم - ﴿لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ﴾(٨) وقوله : ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ - آل محمد حقهم - ﴿أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾(٩) وقوله : ﴿وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ﴾ - آل محمد حقهم - ﴿فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ﴾(١٠) ومثله كثير نذكره في مواضعه إن شاء الله. قال : وأمّا التقديم والتأخير فإنّ آية عدّة النساء الناسخة التي هي أربعة أشهر
وعشر ، قدّمت على المنسوخة الّتي هي سنة ، وكان يجب [ أوّلا ] أن تقرأ المنسوخة التي نزلت قبل ، ثمّ الناسخة التي نزلت بعد.
وقوله : ﴿أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً﴾(١١) وإنّما هو : ( ويتلوه شاهد منه إماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى ) .
__________________
(١) آل عمران : ٣ / ١١٠. (٢) آل عمران : ٣ / ١١٠.
(٣) الفرقان : ٢٥ / ٧٤. (٤) الرعد : ١٣ / ١١.
(٥) في المصدر : محرف منه. (٦) النساء : ٤ / ١٦٦.
(٧) المائدة : ٥ / ٦٧. (٨) النساء : ٤ / ١٦٨.
(٩) الشعراء : ٢٦ / ٢٢٧. (١٠) الأنعام : ٦ / ٩٣.
(١١) هود : ١١ / ١٧.