أمير المؤمنين عليهالسلام منه في بعض المواضع ، مثل قوله تعالى : ﴿يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ﴾ - في علي - (١) وغير ذلك فهو غير معتبر عند العلماء (٢) .
وعن الشيخ عليّ بن عبد العالي رحمهالله أنّه صنّف في نفي النّقيصة في القرآن رسالة مستقلّة ، وذكر كلام الصدوق المتقدّم ، ثمّ اعترض بما يدلّ على النقيصة في الأحاديث ، فأجاب عنها بأنّ الحديث إذا جاء على خلاف الدّليل من الكتاب والسنّة المتواترة أو الإجماع ، ولم يمكن تأويله ولا حمله على بعض الوجوه ، وجب طرحه (٣) .
وبالجملة : أخبار التحريف مع مخالفتها للكتاب الكريم ، ووهن سند كثير منها ، وإعراض أعيان الأصحاب عنها ، ومخالفتها لحكم العقل والعادة والاعتبار ، غير قابلة لأن يعتدّ بها عاقل ، فضلا عن فاضل ، بل نقل كثير من الأصحاب الإجماع على خلافها كما ظهر من كاشف الغطاء ، والشيخ البهائي وغيرهما قدس الله أسرارهم.
وعن القاضي نور الله رحمهالله في كتاب ( مصائب النواصب ) : ما نسب إلى الشيعة الإماميّة من وقوع التغيير في القرآن ، ليس ممّا قال به جمهور الإماميّة ، إنّما قال به شرذمة قليلة منهم لا اعتداد بهم فيما بينهم (٤) .
وعن المفيد قدسسره أنّه قال : قال جماعة من أهل الإماميّة إنّه لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة ، ولكن حذف ما كان مثبتا في مصحف أمير المؤمنين عليهالسلام من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله (٥) .
وعن المقدّس البغدادي قدس الله روحه في ( شرح الوافية ) (٦) : وإنّما الكلام في النقيصة ، والمعروف بين أصحابنا - حتّى حكي عليه الاجماع - عدم النقيصة أيضا (٧) ، انتهى.
مع أنّ ما ذكر في الروايات من الساقطات كآية رجم الشيخ والشيخة وأمثالها ، وكلمة ( من خلفه ورقيب ) من قوله : ﴿لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ﴾(٨) وغير ذلك ، بعيد من فصاحة الكتاب العزيز وأسلوبه ، بل يدفعها السنّة المتواترة من خبر الثّقلين.
__________________
(١) المائدة : ٥ / ٦٧.
(٢ و٣) . آلاء الرحمن ١ : ٦٥.
(٤) آلاء الرحمن ١ : ٦٤.
(٥) أوائل المقالات : ٨١.
(٦) الوافية في الأصول : للمولى عبد الله بن محمد ، المشهور بالفاضل التوني ، المتوفّى سنة ١٠٧١ ه .
(٧) آلاء الرحمن ١ : ٦٥.
(٨) الرعد : ١٣ / ١١.