.................................................................................................
______________________________________________________
.................................................................................................
__________________
صحيح ، ولا بدّ أن يكون هشام حاضرا في مجلس المخاطبة فسمع ألفاظ الإمام عليهالسلام مخاطبا لأبي عمرو ، وإلّا فلو كان المخاطب هو الكناني خاصة ـ كما يظهر من ألفاظ الرواية ـ كان هشام راويا عن الكناني ويعود الإشكال.
وثانيا : ان هذا الخبر أجنبي عن ترجيح أحد الخبرين المتعارضين على الآخر بالأحدثية ، لوجهين :
أحدهما : كون موضوع الترجيح الحكمين المقطوع صدورهما ، لقوله عليهالسلام : «أرأيت لو حدثتك» وهذا غير قوله عليهالسلام في خبر معلى : «بلغكم عن الحي» الشامل بإطلاقه لوصول الخبر إلى الشيعة سواء أوجب القطع بكلام الإمام عليهالسلام أم لا. وأما قوله : «حدثتك» فظاهره السماع من المعصوم عليهالسلام بلا واسطة ، فلا يشمل ما إذا كان الخبران المتعارضان ظنيين.
ثانيهما : إن الخبر بقرينة تحسين الإمام عليهالسلام لقول الراوي : «قلت بأحدثهما وأدع الآخر» دليل على أنّ من ألقي إليه الكلام الأخير حكمه الفعلي ذلك سواء أكان واقعيا أم ظاهريا لأجل التقية ، بل لا يبعد قرينية التعليل بقوله عليهالسلام : «أبى الله إلّا أن يعبد سرّا ...» على أن الأخير صدر تقية ، لورود هذا المضمون في روايات التقية أيضا. وعليه يختص مدلول الخبر بزمان التقية وهو زمان خلفاء الجور ، ولا ربط له بوظيفة الشيعة في جميع الأعصار حتى يجب الأخذ بأحدث الخبرين مطلقا.
والمتحصل من جميع ما تقدّم : أنه لا دليل على الترجيح بالأحدثية بالنسبة إلى هذه الأعصار مما يختلف حال الشيعة فيها عن أزمنة الحضور ، والابتلاء بخلفاء الجور.