المطلق (١) ، وحصوله للأعلام. وعدم (٢) التمكّن من الترجيح في المسألة وتعيين حكمها ، والتردد (٣) منهم في بعض المسائل إنّما هو بالنسبة إلى
______________________________________________________
نعم ربما يتوهم منافاة وقوع الملكة المطلقة لما يشاهد من تردّد بعض الاعلام في الأحكام والتأمّل فيها ، فإنّ مقتضى الاقتدار على استنباط الأحكام هو استخراج الحكم في كل مسألة ، والتردّد في بعضها يكشف عن عدم تحقق الاجتهاد المطلق ، مثلا «المحقّق» المعدود أسطوانة الفقه قد تردّد في كثير من الفروع ، وقد حرّر بعض الأصحاب كتابا حول تردّداته ، ومن المعلوم أن مثل المحقق لو لم يكن مجتهدا مطلقا فعلى المجتهد المطلق السلام ، فكيف يدّعى إمكان الاجتهاد المطلق؟
لكن هذا توهم فاسد ، لأنّ المجتهد المطلق قادر على استنباط جميع الأحكام الشرعية ، غايته أعميّة الأحكام المستنبطة من الواقعية والظاهرية ، ومن المعلوم أنّ تردد مثل المحقق إنّما هو في الحكم الواقعي ، إمّا لأجل عدم الظفر بالدليل على الحكم الواقعي بعد الفحص عنه بالمقدار اللازم ، وإمّا لإجمال النص ، وإمّا لتعارضه وعدم وجود مرجّح في البين. وأمّا بالنسبة إلى الحكم الظاهري الفعلي فلا تردّد فيه ، ففي تعارض الخبرين يعمل بأحدهما بمقتضى التخيير الظاهري المجعول بأدلة التخيير بين المتعارضين ، وفي مورد فقد النص يحكم بالاحتياط أو البراءة. وإن كان المورد من الشك في المكلف به حكم بالاشتغال العقلي بالجمع بين الأطراف فعلا أو تركا. وعليه فلا وجه للمنع من وجود الملكة المطلقة خارجا.
(١) بمعنى الملكة المطلقة ، إذ هي المقصودة من الاجتهاد في هذا الفصل. والمراد من القدرة على استنباط جميع الأحكام هو الأعم من الاستغراق الحقيقي والعرفي ، فالقادر على استنباط أكثر الأحكام مجتهد مطلق وإن لم يتمكن من استنباط عدّة قليلة منها.
(٢) مبتدأ خبره قوله : «انما هو» وهذا إشارة إلى توهّم امتناع حصول الاجتهاد المطلق عادة في الخارج ، وقد تقدم تقريب التوهم ودفعه بقولنا : «نعم ربما يتوهّم منافاة وقوع الملكة المطلقة ... إلخ».
(٣) عطف تفسير لقوله : «عدم التمكن» ، وقوله : «تعيين» معطوف على «الترجيح» أي : عدم التمكن من تعيين حكم المسألة.