.................................................................................................
______________________________________________________
تعالى ابتداء بقي الإخلاص وإن غفل عنه في الأثناء. وهذا أوجه الوجوه. وعلى كلّ حال فعبارة «المدارك» لم أفهمها. ثمّ إنّا حقّقنا فيما كتبناه على كتاب القضاء من هذا الكتاب أنّ علل الشرع تجري مجرى العلل الحقيقية وإلّا لما صحّ القول بحجّية منصوص العلّة وقد أوضحنا ذلك هناك. وهذه الكلمة قد تأوّلها الاستاذ الشريف.
وفسّر الاستدامة في «الغنية (١) والسرائر (٢)» بأن يكون ذاكراً لها غير فاعل لنيّة تخالفها. قال الفاضل (٣) : ولعلّهما غير مخالفين وإنّما أرادا تفسير الذاكر لها بغير الفاعل لنيّة تخالفها ، انتهى. وهو توجيه وجيه ويرشد إليه ما ذكره الكركي (٤) والشهيد الثاني (٥) وغيرهما (٦) أنّ في المسألة قولين : المشهور ومذهب الشهيد كما يأتي.
وفسّر المصنّف (٧) الاستدامة في نيّة الصلاة بأن لا يقصد ببعض الأفعال غيرها أي غير الصلاة أو الأفعال. واعترضه الكركي (٨) بأنّه على هذا لو نوى ببعض الأفعال الرياء لم يكن مخلّا بالاستدامة. والجواب عن ذلك يأتي في محلّه إن شاء الله تعالى.
وقال الاستاذ الشريف أدام الله حراسته في «المصباح الثاني من مشكاته (٩)» ويجب استدامة النيّة إلى الفراغ من الوضوء بمعنى صدور كلّ جزء منه بها. وهذه على إيجازها قابلة لتفسير الشهيد والمشهور. ولعلّها بما سنحكيه عن «شرح
__________________
(١) غنية النزوع (الجوامع الفقهيّة) : في فرائض الوضوء ص ٤٩١ س ١٨.
(٢) السرائر : كتاب الطهارة في كيفيّة الوضوء ج ١ ص ٩٨.
(٣) كشف اللثام : كتاب الطهارة في نيّة الوضوء ج ١ ص ٥٠٦.
(٤) جامع المقاصد : كتاب الطهارة في أفعال الوضوء ج ١ ص ٢٠٠.
(٥) روض الجنان : كتاب الطهارة في نيّة الوضوء ص ٢٨ س ١٩.
(٦) المدارك : الطهارة في نيّة الوضوء ج ١ ص ١٩٢.
(٧) قواعد الأحكام : الصلاة في النيّة ج ١ ص ٢٦٩.
(٨) جامع المقاصد : كتاب الطهارة في أفعال الوضوء ج ٢ ص ٣٣١.
(٩) لا يوجد لدينا كتابه.