السلام على من خالف ذلك وحاربه ، وكذلك أولاده فإن المروي عن كثير من علماء أولادهعليهمالسلام تولي الأعمال ، وقبول الوفادة وتصويب الآراء ، والدعاء بإمرة المؤمنين لخلفاء بني أمية وبني العباس كالحسن بن الحسن ، وعمر بن علي بن أبي طالب ، والحسن بن زيد ، والرضى كان أمير الحاج من قبل خليفة عباسي ، وكذلك محمد بن صالح بن موسى بن عبد الله في أيام وزارته بسامراء وغيرهم من أولاد علي عليهمالسلام.
الجواب عن ذلك وبالله التوفيق : أن مذهب الزيدية متقرر على قصر الإمامة في ولد الحسن والحسين عليهمالسلام خلافا للمعتزلة ، والخوارج ، والإمامية والدليل على ذلك أن الإمامة أمر شرعي فلا بد من دليل شرعي ولا دليل في الشرع يبيحها لغيرهم ، وقد قام دليل الإجماع على جوازها فيهم فوجب قصرها عليهم.
وأما قوله : فيما روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الأئمة من قريش» فلنا في صحته كلام فإن صح فالمراد به بيان الجنس والتبعيض ، وذلك كله في ولد الحسن والحسين الجنس قريش وهم بعضهم ولا وجه لتعلقه به.
وأما ما ذكره من أن عليا عليهالسلام كان أولى بالقتال على ذلك فإن هذه المسألة حدثت بعده عليهالسلام.
وأما أولاد الحسن والحسين عليهمالسلام فإن المعلوم من مذهبهم عليهمالسلام أن الإمامة محصورة فيهم.
فأما ما ذكره من كثير من علمائهم من تولي الأعمال ، وقبول الوفادة ، والخطاب بإمرة المؤمنين لخلفاء بني أمية وبني العباس فإنّا نذكر في ذلك ما يوفقنا الله سبحانه بما هو الحق.