مواساة الفقير ، وجبر الكسير ، وينزهن أنفسهن من الكذب في الجد واللعب ، ولا يقبلن مدح من يمدحهن بما يعلمن خلافه من أنفسهن ، ومن أمكنها البكاء من خشية الله تعالى فلا تمنع عبرتها من السفوح ؛ فإن قطرة الدمع من خشية الله تعالى تطفي بحارا من النار ، ولا يقلقلن عند الحوادث والنوائب كما تفعل خفاف النساء من شق الجيب وخمش الوجه ، ولا تنسى من ذكر الله ، ويصابرن ذكره حتى يكون أقرب الذاكرين عهدا بالله ، ولا يظهر منهن السب فإن وقع إليهن صبرن وحملن وعفون ، ولا يبدين زينتهن لليهوديات ولا النصرانيات ، ولا للنساء المتهتكات ، ولا لغير المحارم ، وليس بين الرجل وامرأته عورة بحكم الله تعالى ، وسائر المحارم لا يجوز لهم تعمد ما وراء زينة الوجه واليدين إلى المنكبين والرجلين إلى الركبتين والرأس إلى الصدر ، هذا يجوز لمحارمهن نظره ، ولا يجوز نظر ما وراءه لهم ولا إبدائهن ، ولا يجوز لهن الخيلاء بالحلية والزهو على نظائرهن في الحسب ممن لم يؤته الله مثل ما آتاهن ، ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وليضربن بخمرهن على جيوبهن ، هذا تعليم رب العالمين.
فهذا حتى أتينا على آخر ما أردنا ذكرناه للبنات ، وأشرنا إلى أكثر الأمور إشارة لتضايق الأوقات وتراكم الأشغال والحاجات ، فعليهن تعرف ما يلزم معرفته مما أشرنا إليه ، فإنما جعلنا هذه الرسالة تنبيها لا بيانا إلا في القليل ، وعليهن المودة بعضهن لبعض ، والأخوة فهم القوامون عليهن ، وما أمكنهن وإخوتهن وسائر المسلمين أن يفعلوه عني في حال حياتي وبعد وفاتي أو يوصون به من يقبل الوصية من صدقة عني أو بر أو قتل مطرفي أو مرتد من فرق الضلالة أو إحسان أو صلاة أو صيام أو ذكر أو إخراج صدقة فطر أو زكاة أو نذر فليفعلوا جزاهم الله خيرا ، وهو من البر لي والإحسان إليّ الذي وصى