علي بن إبراهيم عن أبي عبد الله (عليهالسلام): «أن موسى سأل ربه أن يجمع بينه وبين آدم (عليهالسلام) فجمع ، فقال له موسى (عليهالسلام) : يا أبت ألم يخلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأسجد لك الملائكة ، وأمرك ان لا تأكل من الشجرة ، فلم عصيته؟ فقال : يا موسى بكم وجدت خطيئتي قبل خلقي؟ قال : بثلاثين ألف سنة. فقال : هو ذاك. قال الصادق (عليهالسلام) : فحج آدم موسى».
أقول : رواه الفريقان ، كما في كنز العمال عن النبي (صلىاللهعليهوآله) ومعنى الرواية احتج آدم على موسى وغلب عليه ، والمراد بوجدان خطيئة آدم قبل خلقه التقدير الاقتضائي لله تبارك وتعالى باختيار آدم (عليهالسلام).
وفي تفسير العياشي عن عبد الله بن سنان قال : «سئل أبو عبد الله (عليهالسلام) وأنا حاضر : كم لبث آدم وزوجته في الجنّة حتّى أخرجهما منها خطيئتهما؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى نفخ في آدم روحه بعد زوال الشمس من يوم الجمعة ، ثم برأ زوجته من أسفل أضلاعه ثم أسجد له ملائكته وأسكنه جنته من يومه ذلك ، فو الله ما استقر فيها إلّا ست ساعات من يومه ذلك حتّى عصى الله تعالى ، فأخرجهما الله منها بعد غروب الشمس وصيرا بفناء الجنّة حتّى أصبحا فبدت لهما سوآتهما وناداهما ربهما : (أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ). فاستحى آدم فخضع وقال : ربنا ظلمنا أنفسنا واعترفنا بذنوبنا فاغفر لنا ، قال الله لهما : اهبطا من سماواتي الى الأرض فإنه لا يجاورني في جنتي عاص ولا في سماواتي».
أقول : تقدم كيفية خلق حواء من ضلع آدم (عليهالسلام) ، وقوله : «وصيرا بفناء الجنة» يستفاد من هذه الجملة أمران : الأول : تكرر الهبوط ـ كما في غيرها من الروايات ـ الأول إلى فناء الجنّة ، والثاني منها إلى الأرض.
الثاني : يمكن أن يستفاد منه أن الشيطان لم يدخل الجنّة بعد ترك السجود ، بل كان في فناء الجنّة فحصلت مكالمة بينه وبين آدم في هذا المكان.