[سورة البقرة ، الآية : ١٥٥]. وأنه خير لهم ، فقال تعالى : (وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) [سورة النحل ، الآية : ١٢٦].
وأخرى : يخبر بأن لهم الثواب الجزيل قال تعالى فيهم : (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [سورة البقرة ، الآية : ١٥٧].
ويخبر ثالثة بمضاعفة الأجر لهم ، قال تعالى : (أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) [سورة القصص ، الآية : ٥٤].
ورابعة : أنّ لهم الأجر بلا حساب ، قال تعالى : (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ) [سورة الزمر ، الآية : ١٠] ، وعن الصادق (عليهالسلام) قال : «سمعت أبا جعفر (عليهالسلام) يقول : إني لأصبر من غلامي هذا ، ومن أهلي على ما هو أمر من الحنظل ، إنه من صبر نال بصبره درجة الصائم القائم ودرجة الشهيد الذي قد ضرب بسيفه قدام محمد (صلىاللهعليهوآله)».
والصبر من الصفات ذات الإضافة ، فإذا لوحظ بالنسبة إليه تبارك وتعالى يكون محبوبه ومورد بشارته ، وإذا لوحظ بالنسبة إلى الصابر يكون من جهات كماله ومكرمة له ، وإذا لوحظ بالنسبة إلى الاجتماع يكون مورد التحبب والتودد والعناية. وهو في كل شيء بحسبه بشرط أن لا يصل إلى مرتبة يقبح الصبر فيها شرعا أو عرفا وعقلا ، وإلّا فلا يكون صبرا مرغوبا ، كالصبر على هتك العرض ، أو المال ، أو النفس وهو قادر على دفع المظالم. وعليه ينقسم الصبر حسب الأحكام التكليفية الخمسة.
وقد ورد في الشرع موارد يستحب التعجيل فيها ، فعن نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله): «خير الخير ما كان عاجله» وعنه (صلىاللهعليهوآله): «عجلوا بموتاكم إلى مضاجعهم» ، وفي نصوص كثيرة التعجيل في تزويج الأبكار بالكفؤ ؛ والتعجيل بإتيان الصّلاة في أول وقتها ، إلى غير ذلك من الموارد التي تستحب العجلة فيها.
ثم إنّ في الصبر عن الشهوات النفسانية فضلا كبيرا ، فعن الباقر