والمسببية. وأما السحر فهو علم له قواعده وأحكامه يصدر عن تعلم وتجربة. وهناك فروق أخرى أغمضنا النظر عن ذكرها ، فإن الأمر وجداني ظاهر لكل من رجع إلى وجدانه.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا وَاسْمَعُوا وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ (١٠٤) ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (١٠٥))
ذكر سبحانه وتعالى جهالة أخرى من جهالات اليهود وهي من مظاهر تحريفهم للكلام عن مواضعه ، وسوء أدبهم مع الأنبياء (عليهمالسلام) ثم بيّن العلم الحق بعد أن أبطل بعض العلوم في الآيات السابقة وجعله كالكفر وبدأ أولا ببعض آداب التعلم ، ووجّه الخطاب للمؤمنين تشريفا لهم وإيذانا بعلو التعليم والتعلم ، ولما كان في هذا الأمر ارتباطا بينهم وبين اليهود.
التفسير
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا). ذكر هذا الخطاب في القرآن الكريم في ما يزيد على ثمانين آية نزلت جميعها في المدينة. وفي جملة كثيرة من الأحاديث أنه ما أنزلت آية فيها (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلّا وعليّ رأسها وأميرها. وعن علي (عليهالسلام) «ليس في القرآن يا أيّها الذين آمنوا إلّا وفي التوراة يا أيها المساكين» ويأتي في البحث الروائي نقل بعض الروايات.
ويشمل الخطاب كلا من الحاضرين في مجلسه والغائبين بل المعدومين أيضا ، لأنه متعلق بالعنوان من حيث كونه طريقا إلى المعنون. وإنما ذكر الإيمان في متعلق الخطاب ، لأجل الترغيب إليه وتحريض النّاس إلى الاتصاف به ابتداء ثم العمل بما يتعلق به ، فيكون مثل هذا الخطاب أشد في جلب القلوب وآكد في الدعوة إلى المطلوب ، وله نظائر كثيرة في