(صلىاللهعليهوآله) مع صدور الوحي اليه. وثالثة : بالإزالة عن قلوب المخاطبين مع صدور الوحي على لسان الرسول (صلىاللهعليهوآله). ويصح الجميع بالنسبة إليه عزوجل فان ما سواه تحت إرادته. واستعمال النسيان في ما ينبغي أن ينسى كثير ، وفي المثل المعروف «احفظوا أنساءكم» أي التزموا بأنسائها وعدم الالتفات إليها وعدم ترتيب الأثر عليها ، وهي عبارة عن ذمائم الصفات التي يرتكبها الشخص في المجتمع على الغير أو يرتكبها الغير عليه.
وقال بعض المفسرين إن قوله تعالى : (نُنْسِها) أي نؤخرها من الإنساء ، ومنه قول نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله): «صلة الرحم مثراة للمال ، ومنسأة للأجل» ، ويقال : نسأ الله أجلك ، وقد انتسأ القوم إذا تأخروا ، أو تباعدوا.
ويمكن المناقشة فيه : بأن الكلمة لو كانت من الإنساء بمعنى التأخير لما جاز حذف الياء ، لأنها ليست حرف علة والقراءة المشهورة على خلافه ، مضافا إلى أن التأخير ملازم للترك أيضا.
ولا تنافي بين هذه الآية المباركة وقوله تعالى : (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى) [سورة الأعلى ، الآية : ٦] لأن الأخير بحسب التأييد الإلهي ، والأول بحسب ذات الطبيعة البشرية. بل يمكن أن يقال : إن الآية المباركة لا تشمل نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) بالنسبة إلى القرآن ، لأنه مؤيد بروح القدس ومتصل بالمبدأ القيوم. نعم في الموضوعات الخارجية ورد الإنساء بالنسبة إليه (صلىاللهعليهوآله) كما تقدم في قوله تعالى : (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها) [سورة البقرة ، الآية : ٣٦] فراجع.
قوله تعالى : (نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها). اي نأت بخير من تلك الآية المنسوخة في الأثر ، وأنفع منها في الإقناع والصّلاح وفق المصالح ، لأن الدار دار التكامل ، وأفعال الله تعالى مبتنية على المصالح التكاملية مع اقتضاء علمه الأتم وحكمته البالغة في ذلك أيضا.
قوله تعالى : (أَوْ مِثْلِها). في التأثير ليتذكر الإنسان ما قد نسيه