وحق الناس ، فوقع الظلم بالنسبة إلى الحقين فيكون المنع عن ذكر اسمه فيها ظلما نوعيا ، وتترتب عليه المفاسد فيكون أظلم.
والمنع من ذكر اسم الله تعالى فيها أعم من أن يكون بالمباشرة أو التسبيب ورب سبب أقوى من المباشر.
والمراد بالذكر الأعم مما كان باللسان ، أو القلب ، أو الجوارح كالصّلاة مثلا ، ويشمل كل عبادة لله تعالى ولو كانت بمجرد الإمساك كالصوم في المسجد مثلا ، فإن الجميع داخل تحت عنوان ذكر الله تعالى إلّا أن ظهوره في البعض أكثر من الآخر ، وذلك لا ينافي ظهور الإطلاق. كما أن المراد من اسمه تعالى الأعم أي كل ما تصح به الإشارة إليه عزوجل وكان له تعالى.
قوله تعالى : (وَسَعى فِي خَرابِها). المراد به إما تهديمها كما وقع من بعض العتاة والجبابرة ، أو تعطيلها عن إقامة الشعائر فيها ، وحكم الآية المباركة عام لا يختص بفرد خاص. وما ورد في شأن النزول فقد ذكرنا مرارا أنه من باب التطبيق. وللمفسرين في المقام تفاسير غريبة لا يخفى بطلان بعضها.
قوله تعالى : (أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ). يمكن أن يراد بدخولهم خائفين الإخبار عن مستقبل حالهم بعد استيلاء المسلمين ، وتسلطهم عليهم ، وطردهم عنها ، كما في فتح مكة ، وفي الآية المباركة إشارة إلى منعهم عن دخول المساجد. أو أن يراد به الإخبار عن حالهم الفعلي من أنهم في خوف واضطراب أي : من صدر منه هذا الظلم يخاف على نفسه في الجملة ولو كان كافرا ، لأنه يرى نفسه محاربا له تعالى مباشرة. ويحتمل أن يكون تعجيبا منهم ، وتوبيخا لهم أي : أنه ما كان لهم إلّا أن يدخلوها خاشعين لله تعالى خائفين من عقابه تعالى لا أن يدخلوها مفسدين مخربين فانها وضعت لعبادة الله تعالى.
قوله تعالى : (لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ). الخزي بمعنى الإهانة والاستخفاف والانكسار ، وقد استعملت