منها : أنّ المراد بها الإشارة إلى حساب الجمل الذي كان متداولا في العصور القديمة فاستخرجوا منها جملة من الحوادث ومنها مدة حياة هذه الأمة ، واستند بعضهم إلى حديث أبي لبيد المخزومي. وأصل هذا التفسير باطل لا دليل عليه من عقل أو نقل والحديث ضعيف ودلالته مخدوشة والحساب الواقع فيه غلط على كل تقدير فلا يمكن الاعتماد عليه.
ومنها : ما عن جمع من مفسري الصوفيّة تفسيرها بالقطب والولي والأوتاد وغاية ما ادعوه في إثبات ذلك الكشف والشهود.
ولكن التفسير بذلك باطل أيضا ، ولا دليل عليه وما ادعوه من الكشف مردود لا مجرى له في القرآن الكريم والسّنة الشريفة والأحكام الإلهية ونصوصنا به متواترة.
ومنها : إنّها إشارة إلى إعجاز القرآن فإنّ ما يستعمل في التكلم والتخاطب إنما هو المركبات دون المقطعات ومع ذلك فإن في هذه المقطعات لطافة لا تكون في غيرها وحلاوة لا توجد في ما سواها فإعجازها في الفصاحة والبلاغة نحو إعجاز خاص إلى غير ذلك من الوجوه التي يمكن إرجاعها الى الحكم والفوائد المتصورة كما ستعرف وإلّا فلا يمكن القول بأنها معان لها.
والحق أنّها بحسب المعنى من المتشابهات التي استأثر الله تعالى علمها لنفسه ، كما تقدم. فلا يلزم على العباد الفحص عن حقيقتها وبذل الجهد في دركها وفهمها ، بل لا بد من إيكال الأمر إليه تعالى ، وقد وردت في ذلك روايات كثيرة عن نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) والأئمة الهداة (عليهمالسلام). نعم يمكن أن يلتمس لتلك الحروف حكم وفوائد :
منها : أنّ استعمال الرموز بالحروف المقطعة كان شايعا عند العرب ، وقد يعد ذلك من علم المتكلم وحكمته ، والقرآن الكريم لم يتعدّ عن هذا المألوف فأشار بذكرها إلى أنّ القرآن الكريم هو من هذه الحروف وجامع لما هو المتعارف لديكم ، ومع ذلك فقد أبدع إبداعا عجزت العقول من جمال لفظه فضلا عن كمال معناه.
ومنها : أنّها ذكرت لأجل جلب استماع المخاطبين فإنّهم إذا سمعوها