تابوا ، وآمنوا ، وأصلحوا أعمالهم ، فقال : (ما يَفْعَلُ اللهُ بِعَذابِكُمْ) أي : ما يصنع الله بعذابكم ، والمعنى لا حاجة لله إلى عذابكم ، وجعلكم في الدرك الأسفل من جهنم ، لأنه لا يجتلب بعذابكم نفعا ، ولا يدفع به عن نفسه ضررا ، إذ هما يستحيلان عليه (إِنْ شَكَرْتُمْ) أي : أديتم الحق الواجب لله عليكم ، وشكرتموه على نعمه (وَآمَنْتُمْ) به وبرسوله ، وأقررتم بما جاء به من عنده (وَكانَ اللهُ شاكِراً) يعني : لم يزل سبحانه مجازيا لكم على الشكر ، فسمى الجزاء باسم المجزى عليه (عَلِيماً) بما يستحقونه من الثواب على الطاعات ، فلا يضيع عنده شيء منها.
وقيل : معناه إنه يشكر القليل من أعمالكم ، ويعلم ما ظهر وما بطن من أفعالكم ، وأقوالكم ، ويجازيكم عليها.
وقال الحسن : معناه أنه يشكر خلقه على طاعتهم ، مع غناه عنهم ، فيعلم بأعمالهم (١).
* س ١٢١ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَكانَ اللهُ سَمِيعاً عَلِيماً)(١٤٨) [النساء:١٤٨]؟!
الجواب / ١ ـ قال أبو عبد الله عليهالسلام : «الجهر بالسّوء من القول أن يذكر الرجل بما فيه» (٢).
٢ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام : لا يحبّ الله الشّتم في الانتصار إلّا من ظلم ، فلا بأس له أن ينتصر ممّن ظلمه بما يجوز الانتصار به في الدّين (٣).
__________________
(١) تفسير مجمع البيان الشيخ الطبرسي : ج ٣ ، ص ٢٢٤.
(٢) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٨٣ ، ح ٢٩٧.
(٣) مجمع البيان : ج ٣ ، ص ٢٠١.