فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً)(١).
* س ١٧ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً (١٧) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً)(١٨) [النساء:١٧ ـ ١٨]؟!
الجواب / ١ ـ قال أبو عبد الله عليهالسلام في قول الله : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى)(٢) : «لهذه الآية تفسير يدلّ على ذلك التفسير ، إنّ الله لا يقبل من عبد عملا إلّا ممّن لقيه بالوفاء منه بذلك التفسير ، وما اشترط فيه على المؤمنين ، وقال : (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ) يعني كلّ ذنب عمله العبد وإن كان به عالما فهو جاهل حين خاطر بنفسه في معصية ربّه ، وقد قال فيه تبارك وتعالى يحكي قول يوسف لإخوته : (قالَ هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ)(٣) فنسبهم إلى الجهل لمخاطرتهم بأنفسهم في معصية الله» (٤).
٢ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام : «إذا بلغت النفس هذه ـ وأهوى بيده إلى حنجرته ـ لم يكن للعالم توبة ، وكانت للجاهل توبة» (٥).
وقال أبو علي الطّبرسي : اختلف في معنى قوله : (بِجَهالَةٍ) على
__________________
(١) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٢٧ ، ح ٦١.
(٢) طه : ٨٢.
(٣) يوسف : ٨٩.
(٤) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٢٨ ، ح ٦٢.
(٥) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٢٨ ، ح ٦٤.