وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)(١).
وقال أبو جعفر الباقر عليهالسلام : «إن الله عزوجل ابتدع الأشياء كلّها بعلمه على غير مثال كان قبله ، فابتدع السّماوات والأرضين ولم يكن قبلهنّ سماوات ولا أرضون ، أما تسمع لقوله تعالى : (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ)(٢)؟» (٣).
* س ٦١ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)(١٠٢) [الأنعام:١٠٢]؟!
الجواب / أقول : بعد ذكر خالقية الله لكل شيء ، وإبداعه السموات والأرض وإيجادها ، وكونه منزها عن الصفات والعوارض الجسمية وعن الحاجة إلى الزوجة والأبناء وإحاطته العلمية بكل شيء تقول الآية على سبيل الاستنتاج من كل ما سبق : (ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ) فلا يستحق العبودية غيره.
ولكي ينقطع كل أمل بغير الله ، وتنقلع كل جذور الشرك والاعتماد على غير الله ، تختتم الآية بالقول : (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ).
أي أنّ مفتاح حل مشاكلكم بيده وحده ، وما من أحد غيره قادر على حلها إذ ما من أحد ـ غيره ـ إلّا وهو محتاج إلى إحسانه وكرمه ، فلا موجب إذن لأن تطرح مشاكلك على غيره ، وتطلب حلها من غيره. لاحظ أنّ العبارة تقول : (عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) ولم تقل : لكل شيء وكيل ، واختلاف المعنى واضح لأن «على» تفيد التسلط ونفوذ الأمر ، أما «اللام» فتفيد التبعية ، أي أن
__________________
(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢١٢.
(٢) هود : ٧.
(٣) الكافي : ج ١ ، ص ٢٠٠ ، ح ٢.