* س ٢٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قالَ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (٢٧) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ (٢٨) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ (٢٩) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخاسِرِينَ (٣٠) فَبَعَثَ اللهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قالَ يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ)(٣١) [المائدة:٢٧ ـ ٣١]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام : «إنّ الله تبارك وتعالى عهد إلى آدم عليهالسلام أن لا يقرب هذه الشجرة ، فلمّا بلغ الوقت الذي كان في علم الله أن يأكل منها ، نسي ، فأكل منها ، وهو قول الله تعالى : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً)(١) فلمّا أكل آدم عليهالسلام من الشجرة أهبط إلى الأرض ، فولد له هابيل وأخته توأم ، وولد له قابيل وأخته توأم.
ثمّ إن آدم عليهالسلام أمر هابيل وقابيل أن يقرّبا قربانا ـ [وكان سبب أمر آدم لهما هي الوصية كما جاء عن أبي عبد الله عليهالسلام لسليمان بن خالد عند ما سأله : جعلت فداك ، ففيم قتل قابيل هابيل؟ فقال : «في الوصية» ثمّ قال له : «يا سليمان ، إنّ الله تبارك وتعالى أوحى إلى آدم أن يدفع الوصيّة واسم الله الأعظم إلى هابيل ، وكان قابيل أكبر منه ، فبلغ ذلك قابيل فغضب ، فقال : أنا أولى بالكرامة والوصيّة. فأمرهما أن يقرّبا قربانا بوحي من الله إليه ، ففعلا ، فقبل الله قربان قابيل ، فحسده قابيل ، فقتله» ...] (٢) ـ وكان هابيل صاحب
__________________
(١) طه : ١١٥.
(٢) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ٣١٢ ، ح ٨٣.