قلنا : بلى ، قد علم ما يكون منهم قبل كونه ، وذلك قوله : (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ)(١) وإنما اختبرهم ليعلمهم عدله ولا يعذّبهم إلّا بحجّة بعد الفعل ، وقد أخبر بقوله : (وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً)(٢) ، وقوله : (وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)(٣) ، وقوله : (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ) فالاختبار من الله بالاستطاعة التي ملكها عبده ، وهو القول بين الجبر والتفويض ، وبهذا نطق القرآن وجرت الأخبار عن الأئمّة من آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (٤).
* س ١٣٥ : ما هو تأويل أهل البيت عليهمالسلام لقوله تعالى :
(لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً)(١٦٦) [النساء:١٦٦]؟!
الجواب / قال أبو حمزة الثّماليّ : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ) في علي (أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً)(٥).
* س ١٣٦ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلالاً بَعِيداً)(١٦٧) [النساء:١٦٧]؟!
الجواب / قال السيد الطباطبائي : لما ذكر تعالى الحجة البالغة في رسالة
__________________
(١) الأنعام : ٢٨.
(٢) طه : ١٣٤.
(٣) الإسراء : ١٥.
(٤) تحف العقول : ص ٤٧٤.
(٥) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٨٥ ، ح ٣٠٧. ونفس الحديث نقله أبو بصير عن الإمام الصادق عليهالسلام في تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٥٩.