* س ٤٦ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ (٨٠) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (٨١) وَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ (٨٢) فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (٨٣) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ)(٨٤) [الأعراف:٨٠ ـ ٨٤]؟!
الجواب / في البداية يجب أن نعرف من هو لوط عليهالسلام؟! ، هو لوط بن هاران بن تارخ ابن أخي إبراهيم الخليل عليهالسلام (١). وقيل إنه كان ابن خالة إبراهيم عليهالسلام ، وكانت سارة زوجة إبراهيم عليهالسلام أخت لوط.
أما الفاحشة التي ذكرت في الآيات هي إتيان الرجال في أدبارهم ، وروي ذلك عن أحدهما عليهالسلام حيث قال : «إن إبليس أتاهم في صورة حسنة فيها تأنيث ، عليه ثياب حسنة ، فجاء إلى شباب منهم ، فأمرهم أن يفعلوا له ، فلو طلب إليهم أن يقع بهم لأبوا عليه ، ولكن طلب إليهم أن يقعوا به ، فلمّا وقعوا به التذّوه ، ثمّ ذهب عنهم وتركهم ، فأحال بعضهم على بعض» (٢).
ونذكر قصة لوط عليهالسلام وقومه عن طريق أهل البيت عليهمالسلام!!!
قال أبو جعفر الباقر عليهالسلام : «كان قوم لوط أفضل قوم خلقهم الله عزوجل فطلبهم إبليس لعنه الله الطلب الشديد ، وكان من فضلهم وخيرهم أنهم إذا خرجوا إلى العمل خرجوا بأجمعهم وتبقى النساء خلفهم ، فحسدهم إبليس على عبادتهم ، وكانوا إذا رجعوا خرب إبليس ما يعملون ، فقال بعضهم لبعض
__________________
(١) العرائس : الثعلبي ، ص ٩٠.
(٢) الكافي : ج ٥ ، ص ٥٤٤ ، ح ٤.