* س ٤٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَاللهُ أَعْلَمُ بِأَعْدائِكُمْ وَكَفى بِاللهِ وَلِيًّا وَكَفى بِاللهِ نَصِيراً (٤٥) مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنا لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلكِنْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً)(٤٦) [النساء:٤٥ ـ ٤٦]؟!
الجواب / قال الإمام العسكريّ عليهالسلام : «قال موسى بن جعفر عليهماالسلام: كانت هذه اللفظة (راعِنا) أي أرع أحوالنا ، واسمع منّا كما نسمع منك ، وكان في لغة اليهود معناه : السمع لا سمعت. فلمّا سمع اليهود المسلمين يخاطبون بها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقولون : (راعِنا) ، ويخاطبون بها ، قالوا : كنّا نشتم محمّدا إلى الآن سرّا ، فتعالوا الآن نشتمه جهرا ، وكانوا يخاطبون رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويقولون : (راعِنا) يريدون شتمه ، ففطن لهم سعد بن معاذ الأنصاريّ ، فقال : يا أعداء الله ، عليكم لعنة الله ، أراكم تريدون سبّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم جهرا توهمونا أنّكم تجرون في مخاطبته مجرانا ، والله لا أسمعها من أحد منكم إلّا ضربت عنقه ، ولو لا أنّي أكره أن أقدم عليكم قبل التقدّم والاستئذان له ولأخيه ووصيّه عليّ بن أبي طالب عليهالسلام القيّم بأمور الأمّة نائبا عنه فيها ، لضربت عنق من قد سمعته منكم يقول هذا. فأنزل الله : يا محمد (مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنا لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلكِنْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً) [النساء : ٤٦] ، وأنزل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا)(١) فإنّها لفظة يتوصّل بها أعداؤكم من اليهود إلى شتم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وشتمكم (وَقُولُوا انْظُرْنا)(٢) أي
__________________
(١) البقرة : ١٠٤.
(٢) نفس المصدر السابق.