* س ٥٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَظَلَمُوا بِها فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (١٠٣) وَقالَ مُوسى يا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٠٤) حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ (١٠٥) قالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِها إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (١٠٦) فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ (١٠٧) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ (١٠٨) قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ (١٠٩) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَما ذا تَأْمُرُونَ)(١١٠) [الأعراف:١٣٠ ـ ١١٠]؟!
الجواب / قال عليهالسلام ـ الحديث مرفوع ـ عن عاصم البصري (١) : «إنّ فرعون بنى سبع مدائن يتحصّن بها من موسى ـ وجعل فيما بينها آجاما وغياضا ، وجعل فيها الأسد ليتحصّن بها من موسى ـ قال : ـ فلمّا بعث الله موسى عليهالسلام إلى فرعون فدخل المدينة ، فلمّا رآه الأسد تبصبصت (٢) وولّت مدبرة ، ثمّ لم يأت مدينة إلّا انفتح له بابها ، حتى انتهى إلى قصر فرعون الذي هو فيه ـ قال : ـ فقعد على بابه ، وعليه مدرعة من صوف ، ومعه عصاه ، فلمّا خرج الاذن ، قال له موسى عليهالسلام : استأذن لي على فرعون. فلم يلتفت إليه ـ قال : ـ فقال له موسى : إنّي رسول ربّ العالمين ـ قال : ـ فلم يلتفت إليه.
قال : فمكث بذلك ما شاء الله يسأله أن يستأذن له ـ قال : ـ فلمّا أكثر عليه ، قال له : أما وجد ربّ العالمين من يرسله غيرك؟ قال : فغضب موسى ،
__________________
(١) في المصدر : عاصم المصري ، والظاهر أنّ الصحيح ما أثبتناه ، وهو عاصم بن سليمان البصري المعروف بالكوزي ، عدّه الشيخ الطوسي والنجاشي من أصحاب الصادق عليهالسلام ، انظر رجال النجاشي : ص ٣٠١ ، رجال الطوسي : ص ٢٦٣ ، معجم رجال الحديث : ٩ / ١٨٤).
(٢) بصبص : حرك ذنبه.