بالسبالة (١) فسأله عن الحجّ ، فقال له : هذاك جعفر بن محمد قد نصب نفسه لهذا فاسأله ، فأقبل الرجل إلى جعفر عليهالسلام فسأله ، فقال له : قد رأيتك واقفا على عبد الله بن الحسن ، فما قال لك؟
قال : سألته فأمرني أن آتيك ، وقال : هذاك جعفر بن محمد ، نصب نفسه لهذا.
فقال جعفر عليهالسلام : نعم أنا من الذين قال الله في كتابه : (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) سل عمّا شئت فسأله الرجل ، فأنبأه عن جميع ما سأله» (٢).
* س ٥٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ)(٩١) [الأنعام:٩١]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إنّ الله لا يوصف ، وكيف يوصف وقد قال في كتابه : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ)؟ فلا يوصف بقدر إلّا كان أعظم من ذلك» (٣).
وقال علي بن إبراهيم القميّ : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) : لم يبلغوا من عظمة الله أن يصفوه بصفاته (إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ)
__________________
(١) بنو سبالة : قبيلة ، والسّبال : موضع بين البصرة والمدينة «القاموس المحيط ـ سبل ـ ج ٣ ، ص ٤٠٤».
(٢) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٣٦٨ ، ح ٥٥.
(٣) الكافي : ج ١ ، ص ٨٠ ، ح ١١.