* س ١٠٢ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٦٢) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (١٦٣) قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)(١٦٤) [الأنعام:١٦٢ ـ ١٦٤]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم القميّ : قوله تعالى : (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي) ـ إلى قوله ـ (الْمُسْلِمِينَ) ثمّ قال : (قُلْ) لهم يا محمّد : (أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) أي لا تحمل آثمة إثم أخرى (١).
وقال جعفر بن محمّد عليهماالسلام ، فيما وصف له ـ الأعمش ـ من شرائع الدين : «إنّ الله لا يكلّف نفسا إلّا وسعها ، ولا يكلّفها فوق طاقتها ، وأفعال العباد مخلوقة خلق تقدير لا خلق تكوين ، والله خالق كلّ شيء ، ولا تقول بالجبر ولا بالتّفويض ، ولا يأخذ الله عزوجل البريء بالسّقيم ، ولا يعذّب الله عزوجل الأبناء بذنوب الآباء فإنّه قال في محكم كتابه : (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) وقال عزوجل : (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى)(٢).
ولله عزوجل أن يعفو وأن يتفضّل ، وليس له تعالى أن يظلم ، ولا يفرض الله تعالى على عباده طاعة من يعلم أنّه يغويهم ويضلّهم ، ولا يختار لرسالته ، ولا يصطفي من عباده من يعلم أنّه يكفر به ويعبد الشّيطان دونه ، ولا يتّخذ على عباده إلّا معصوما» (٣).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٢٢.
(٢) النجم : ٣٩.
(٣) التوحيد : ص ٤٠٦ ، ح ٥ ، الخصال : ص ٦٠٣ ، ح ٩.